أحال قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لدى استئنافية سطات، على غرفة الجنايات مؤخرا شخصا يتحدر من إقليمبرشيد من أجل متابعته بجناية قتل ابنه عمدا، وكذا إحالة أم الهالك وشقيقه في الملف نفسه بعد متابعتهما بجنحتي عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر وعدم التدخل للحيلولة دون وقوع جناية. وكان المعنيون بالأمر قد أحيلوا على قاضي التحقيق بعد اطلاع الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات على المحاضر المنجزة من طرف الضابطة القضائية بمركز درك برشيد، والتي صرح فيها الوالد المتهم أن ابنه الضحية من ذوي السوابق القضائية وانه أدين من أجل الاتجار في المخدرات وانه كان يتصرف معه بشكل سيئ، و ليلة الحادث وقعت مشادة بينهما حول براميل من مسكر ماء الحياة وجدها الأب في حديقة منزله، مشادة تطورت الى نزاع تسلح خلاله الضحية بمدية من الحجم الكبير، ولحق والده الى المنزل قصد الاعتداء عليه ، وعمل الأب على فتح باب المنزل قصد الخروج وإبعاد ابنه الضحية عن طريقه، لكن هذا الأخير حاول الاعتداء عليه بواسطة السكين الذي كان يتحوزه، وخلال ذلك قام الأب بطعن الابن بسكين على مستوى الرأس والصدر وواصل الاعتداء عليه الى أن سقط على الأرض متأثرا بجروحه والدماء تنزف منه، في حين بقيت الزوجة وشقيق الضحية مشدوهان أمام ما وقع، وتدخل الشقيق لوضع منديل على جرح أخيه لتوقيف النزيف، في الوقت الذي ملأت والدته الأرجاء بصراخها، وقام الوالد بتغيير ملابسه وملابس ابنه ووضعها بآلة تصبين محاولة منه إخفاء بقع الدم التي كانت على ملابسهما وإخفاء لمعالم الجريمة. وخلال التحقيق مع الأب المتهم أفاد أنه خلال عشر سنوات مضت كان ابنه الضحية الذي يتعاطى المخدرات يعنفه ويقوم بالاعتداء عليه، وليلة الحادث تناول وجبة الغذاء وخرج الى حديقة المنزل، ليجد مجموعة من الأكياس البلاستيكية بها براميل صغيرة من فئة خمس لترات من مسكر ماء الحياة، أمر جعل الوالد يستفسر ابنه عن مصدرها وسر وجودها بحديقة المنزل، لكن الابن ثار في وجه والده، الذي عاد الى المنزل وأشعر زوجته بأنه سيقوم بإخبار عناصر الدرك الملكي بالموضوع، غير أن هذا التهديد قابله الضحية بتهديده بسكين طالبا منه الدخول الى المنزل بعد أن عرضه لوابل من السب والشتم، غضب الابن جعله يلحق بوالده إلى المنزل ويكسر نوافذ وزجاج المنزل من أجل الاعتداء عليه، وفي إصرار الضحية على ذلك، رد الأب بتوجيه ثمان طعنات لابنه في مناطق مختلفة من جسمه، كانت كافية لإسقاطه أرضا دون حراك، وحجزت عناصر الدرك الملكي التي انتقلت الى مكان الحادث للتحقيق في الموضوع سكينين ملطخين بالدم، كما أشرفت على نقل جثة الضحية لمستودع الأموات من أجل إخضاعها للتشريح الطبي الذي أشار أن الوفاة لم تكن طبيعية وأن الضحية تلقى طعنات بأداة حادة تسببت له في نزيف دموي داخل الصدر.