استقبل السجن المحلي عين قادوس متهما تسبب، منتصف الأسبوع الماضي، في احتجاجات صاخبة لتلاميذ مؤسسة تعليمية بأحد الأحياء الشعبية بفاس، مباشرة بعد عرضه، يوم أول أمس السبت، في حالة اعتقال، على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف للعاصمة العلمية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعدما اتهمه تلميذ بمحاولة إرغامه على ممارسات جنسية وصفها بالشاذة، وتعريضه للضرب والجرح واستعمال قنينة غاز مسيل للدموع. وعمد التلميذ الضحية إلى المثول أمام النيابة العامة بملابس لا تزال تحمل آثار اعتداء ضده، وكدمات الضرب والجرح لا تزال بادية على وجهه. وقال «ياسين.ش»، الذي يتابع دراسته بالسنة الأولى بكالوريا بثانوية مولاي رشيد بمنطقة سيدي بوجيدة، ل«المساء»، إن المتهم معروف في المنطقة بجنوحه، وممارساته الشاذة في حق تلاميذ المؤسسة، دون أن يقوى عدد من هؤلاء على الحديث عن الموضوع، خوفا من «الفضيحة»، وتجنبا لعمليات «انتقام». وأورد التلميذ ذاته، وهو يسرد تفاصيل قصة اعتداءات مرعبة، وممارسات شاذة، بأن المتهم ظل يترصده منذ مدة لإجباره على الرضوخ لممارسات جنسية شاذة، لكن الضحية ظل يتمسك بالرفض، رغم تهديدات متكررة، ما دفع بالمتهم، حسب تعبيره، إلى اعتراض سبيله مساء يوم الأربعاء الماضي مباشرة بعد خروجه من حجرة الدرس، حيث تعمد إيذاءه، والاعتداء عليه، قبل أن يرفعه من أرجله إلى الأعلى، أمام العشرات من التلاميذ، في محاولة للاعتداء عليه أمام الملأ، وحاول التمليذ الدفاع عن كرامته، دون جدوى، حيث تعرض لضربات موجعة، قبل أن يغمى عليه. وأفضى حادث الاعتداء إلى احتجاجات صاخبة للتلاميذ في هذه المؤسسة التعليمية، بلغت ذروتها بقرار جماعي لرفض متابعة الدراسة، ومطالبة السلطات بالتدخل لوضع حد لهذا الجنوح الغريب الذي يحدث غير بعيد عن مؤسستهم التعليمية، ويستهدف كرامتهم، وكبرياءهم وأعز ما يملكون في الحياة، يضيف تلاميذ التقتهم «المساء». وتدخلت الشرطة، في محاولة لتهدئة الوضع، إذ باشرت إجراء الاستماع إلى التلميذ، رفقة شهود عاينوا حادث الاعتداء، وفي اليوم الموالي، وبينما انطلق التلاميذ في جلسة حوار حضرها مسؤولون محليون في قلب المؤسسة، تدخلت الشرطة لاعتقال المتهم بعدما عاد إلى الساحة المجاورة للثانوية لاستعراض العضلات، والتلويح ب»الفتوة»، وتم اقتياده إلى ولاية الأمن لتعميق التحريات معه حول التهم المنسوبة إليه، حيث نفى التهم الموجهة ضده، وتمسك ببراءته، وقال إن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تبادل للضرب والجرح بين الطرفين. وبتنسيق مع النيابة العامة، تقرر الاحتفاظ به رهن الحراسة النظرية، قبل تقديمه للمحاكمة، وإحالته على سجن عين قادوس، في انتظار جلسة أخرى للمحاكمة، يرتقب أن تعرف مواكبة لتلاميذ المؤسسة، وفعاليات حقوقية دخلت على خط القضية التي هزت منطقة سيدي بوجيدة، وجعلت تطوراتها تلاميذ المؤسسة، بحسب إفادات عدد منهم، يبدون ارتياحهم، لكن دون أن يعبروا عن تخوفات تساورهم من احتمال تعرضهم لعمليات اعتداء تحت عباءة ما يعرف في أوساط الأحياء الشعبية ب«الانتقام»، جراء مساهمتهم في الاحتجاجات التي فجرت القضية، وجعلت السلطات تنتبه إلى وضع شاذ يعيشه محيط هذه المؤسسة التعليمية.