عند الاطلاع على المرسوم الذي يحدد اختصاصات وتنظيم وزارة الشباب والرياضة، وخصوصا المادة الأولى منه سنجد أن من بين مهام هذه الوزارة «ضمان مشاركة المنتخبات الوطنية في المنافسات الرياضية الدولية بتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية والجامعات الرياضية، وإعداد سياسة تطوير الرياضة وتعميمها وتنسيق ومراقبة مجموع الأنشطة الرياضية على الصعيد الوطني»… أما عندما نحاول الاطلاع اليوم على واقع الحال، فسنجد أن وزارة الشباب والرياضة يديرها بالنيابة الحركي امحند العنصر، الذي يشغل في الوقت نفسه مهمة وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، والذي عوض محمد أوزين الذي جرفته «كراطة» ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بعيدا عن كرسي الوزارة بعد فضيحة «الموندياليتو» التي حمله بلاغ للديوان الملكي مسؤوليتها الإدارية والسياسية. أكثر من ذلك سنجد أن الوزير الأول عبد الإله بنكيران لم ير ضرورة لإحداث تعديل حكومي لتعيين وزير جديد يتولى مسؤولية هذه الوزارة الحساسة، وفي ذلك إشارة إلى الأهمية التي تحظى بها الرياضة لدى حكومة بنكيران ! أما عندما نتابع تحركات العنصر الوزير بالنيابة في ما يتعلق بالجانب الرياضي، فسنجد أن الرجل غائب تماما عن المشهد، لقد رحل «أسطورة» الدراجة المغربية محمد الكرش، ومع ذلك لم يكلف السيد الوزير نفسه عناء حضور جنازة هذا الإسم الرياضي الكبير، كما أن منتخب الكرة الشاطئية للسيدات حقق إنجازا لافتا في زمن الخيبات الرياضية بفوزه بلقب كأس إفريقيا بتونس وضمان تأهله لنهائيات كأس العالم، ومع ذلك لم يكلف السيد العنصر نفسه عناء استقبال هذا المنتخب والإشادة به، بيد أنه في المقابل تابعنا كيف أن العنصر سارع لبرمجة لقاء لرئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع وعضوين من مكتبه الجامعي مع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران للحديث عن المزحة السخيفة للتهديد بتوقيف البطولة، وكأن قدر هذه الوزارة أن تكون وسيلة لتصفية الحسابات السياسية، بدل خدمة قطاعي الرياضة والشباب. الأكثر من كل ذلك، أولمبياد ري ودي جانيرو 2016 على الأبواب، ومع ذلك فإن الوزارة لم تفكر في عقد لقاءات مع مسؤولي الجامعات واللجنة الأولمبية لبحث سبل المشاركة المغربية، بالرغم من أن الإعداد للأولمبياد لا يتم قبل عام أو عامين، بل إنه يجب أن يتم قبل ذلك بكثير، وفي إطار خطة عمل محكمة تجمع الوزارة واللجنة الأولمبية والجامعات، فأين وزارة العنصر اليوم من كل هذا، علما أن السكوت عما يقع اليوم في القطاع الرياضي «جريمة» بكل ما تحمل الكلمة من معنى.