تعيش الثانوية التأهيلية الشريف الإدريسي بمدينة ابن سليمان أزمة انقطاعات عن الدراسة وتغيبات غير مسبوقة للتلاميذ والتلميذات نتيجة التوزيع الزمني للحصص الدراسية من جهة، حيث أصبحوا مرغمين على الدراسة خلال الفترة الزوالية والمسائية ليوم السبت(من الثانية زوالا إلى السادسة مساء)، بسبب الاكتظاظ والنقص في قاعات الدراسة والأطر التربوية وتواجد مستويات مختلفة داخل نفس الثانوية (الإعدادي والتأهيلي والتقني)، وبات من الصعب على القرويين والقرويات منهم الذين يقطنون بالداخلية أو دار الطالب أو دار الفتاة إيجاد فرص لزيارة أقاربهم بالبوادي البعيدة من أجل التخفيف من طول الفراق أو جلب لوازم أو نقود لسد حاجياتهم، وهو ما جعل العديد منهم يضطرون إلى عدم حضور حصص مساء السبت من أجل السفر إلى منازلهم. ومن جهة أخرى، فإن شبح الانفلات الأمني الذي بات يطارد ساكنة الإقليم وخصوصا بالمناطق الغابوية، والذي تأذى منه العديد من التلاميذ والتلميذات القاطنين بضواحي المدينة، جعل التلاميذ والتلميذات يتخوفون من العودة إلى منازلهم راكبين دراجات هوائية أو راجلين بعد السادسة مساء، بسبب الظلمة والخلاء المنعزل الفاصل بين منازلهم والثانوية، وهو ما جعل الكثير منهم يعمد إلى التغيب خلال الحصة الأخيرة من كل مساء وضمان العودة إلى منازلهم سالمين. وبينما تعذر على العديد من التلاميذ إتمام دراستهم داخل المؤسسة، فإن منهم من انتقل إلى مؤسسة أخرى ومنهم من انفصل عن الدراسة. وتشهد المؤسسة، صباح كل يوم اثنين، وقوف أزيد من مائة تلميذ وتلميذة، طوابير أمام أبواب الحراسات العامة، يلتمسون من الحراس العامين قبول أعذارهم عن تغيباتهم خلال الحصص الدراسية لمساء السبت، بينما العشرات الآخرون يذرفون الدموع، كل صباح، أمام أبواب مكاتب الحراسة العامة تلك، مبررين عدم حضورهم الحصة الأخيرة لليوم السالف (من 5 إلى 6 مساء).