لم يتصور تجار المركب التجاري الجديد بمدينة السعيدية أن تغرق محلاتهم التجارية، ليلية الخميس/الجمعة 19/20 فبراير 2015، في مياه الأمطار التي شهدتها المدينة، وتلتهم سلعهم وتكبدهم خسائر مادية فادحة، وهو المركب الذي لم يمض على تدشينه وتسليمهم مفاتيحه أكثر من شهرين ونصف الشهر، وهي الكارثة التي لم تحلّ بهم أيام كانوا في براريكهم بالسوق القديم. التجار المتضررون الغاضبون اعتبروا ما وقع "فضيحة من العيار الثقيل" وحملوا مسؤولية نتائج هذا الوضع الكارثي الذي أتلف مصدر رزقهم، لإحدى الشركات بوجدة ورئيس جمعية السوق البلدي القديم والسلطات المحلية وطالبوا بتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها، وهددوا بعقد جمع عام في القريب العاجل لتأسيس جمعية السوق الجديد للدفاع عن مصالحهم بدل بيعهم في المزادات العلنية والسرية مقابل مصالح ذاتية وشخصية لرئيس الجمعية. وقد حضر، صباح الجمعة 20 فبراير 2015، العديد من مسؤولي الأحزاب السياسية وفعاليات حقوقية وجمعوية حيث وقفوا على الكارثة، واستمعوا لشكايات التجار المتضررين الذين تجمعوا أمام أحد الأبواب الرئيسية للمركب التجاري في انتظار المسؤولين لتقييم الخسائر، وأشاروا إلى أن غرق بعض المحلات التجارية بالمركب ستكون فاتحة لفضح جميع الخروقات التي صاحبت عملية تفويت المركب التجاري الذي عرف العديد من التلاعبات والاختلالات، وطالبوا بفتح تحقيق في لائحة المستفيدين والكشف عن المعلومات والوثائق الخاصة بمشاكل السوق والمركب التجاري. يذكر أن عبدالحق الحوضي، عامل إقليمبركان أشرف، الخميس 04 دجنبر 2014، على تدشين المركز التجاري الجديد والذي قام، بالمناسبة، بتسليم المفاتيح للمستفيدين من محلاته التجارية، وهي العملية التي كان يعول عليها لتأهيل أسواق مدينة السعيدية الشاطئية قبل أن تتحول على كابوس. هذا المشروع، حسب المسؤولين، جاء لتعزيز بنيتها التحتية ومكانتها السياحية التي تهدف إلى الاستجابة لانتظارات الساكنة المحلية والرقي بها إلى مصاف الحواضر السياحية الأكثر حداثة وجاذبية انسجاما مع روح وفلسفة المخطط الأزرق ورؤية 2020 اللذين يرتكزان على مفهوم المحطات الساحلية المندمجة "الذكية" الهادفة إلى إحداث عرض مغربي تنافسي على الصعيد الدولي، وجعل السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد مع إعادة تموقع المحطات التي تم إطلاقها كالسعيدية ولكسوس وتاغازوت، وإكمال العرض السياحي بمحطات جديدة. وعوض هذا المشروع السوق القديم الذي كان بمثابة عائق بالنسبة لهذه المدينة نظرا لطابعه العشوائي وافتقاره لأبسط شروط ممارسة النشاط التجاري، وسيتم تحويل البقعة الأرضية التي كانت تحتضن السوق القديم إلى ساحة عمومية، وهو ما من شأنه أن يوفر متنفسا إضافيا لساكنة المدينة وضيوفها. وقد أنجز هذا المشروع على شطرين وعلى مساحة مغطاة تقدر ب7500 متر مربع وبغلاف مالي قدره 43 مليون درهم و يشتمل على 248 محلا تجاريا، موزعة حسب الأنشطة التجارية، وقد تم دعمه بجميع البنيات التحتية والسطحية الأساسية من تطهير سائل وماء وكهرباء وإنارة عمومية ومساحات خضراء، بالإضافة إلى موقف للسيارات.