وجد حكيم بنشماش، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، نفسه في وضع جد حرج، وهو يتلقى سيلا من الانتقادات بخصوص وضعية «البام» بجهة الغرب الشراردة بني احسن، خلال لقاء تواصلي نظم، أول أمس الأربعاء، بمنطقة قصبة المهدية إقليمالقنيطرة. وفوجئ بنشماش، الذي كان مرفوقا بخديجة الكور، عضو المكتب السياسي للحزب، بحدة اللهجة التي تكلم بها المتدخلون في هذا اللقاء، والتي وصلت إلى حد القول إن حزب الأصالة والمعاصرة أضحى مقيدا بالجهة بأوامر حزب الاتحاد الدستوري وتوجيهاته، وأن مسؤوليه باتوا أداة طيعة بيد حزب الحصان، ولا يتحركون إلا بإشارة منه، والدليل، حسبهم، هو ما أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة، التي كشفت إحجام «البام» عن الفوز برئاسة أي جماعة أو مجلس من المجالس الإقليمية الثلاثة وكذا الغرف المهنية، مقابل ضمان حصول منسقه الجهوي على رئاسة مجلس الجهة، رغم أن هذا الأخير ذو أغلبية عددية دستورية. واعتبرت المداخلات الوضعية التنظيمية المتردية للحزب، محليا وإقليميا وجهويا، نتاجا لاستفراد قلة بتسيير دواليب الحزب، وتهميشا للطاقات والأطر ومستشاري الحزب، واستبعاد هياكله وقطاعاته الفاعلة، الشبيبية والنسائية، من المشاورات التي تهم مختلف المحطات الانتخابية الأخيرة. وقال محمد بوكير، مستشار جماعي ببلدية المهدية، في كلمته الافتتاحية لهذا اللقاء، إن هزالة النتائج التي حصدها حزب الأصالة والمعاصرة على مستوى الجهة، تؤشر على عدم توفر القيمين على شؤونه على أجندة واضحة تحدد الملامح الكبرى لرؤية واستراتيجية الحزب بالمنطقة، وهو ما أجبر العديد من الأطر والكفاءات، يضيف المصدر، على الرحيل والنفور، نتيجة إصرار البعض على عدم احترام قرارات الحزب، والخرق السافر للتعاقد السياسي، وضرب الديمقراطية الداخلية. ودعا بوكير إلى تصحيح مجمل الاختلالات التي يتخبط فيها الحزب حاليا، وإشراك جميع مكوناته في تسيير شؤون الحزب وتدبير قضاياه المحلية، والحرص على احترام تعاقداته وقوانينه التنظيمية والسياسية، لإرجاع المصداقية للعمل السياسي، الذي قال إنه تضرر كثيرا بفعل الممارسات السابقة. وحث المتحدثون قيادة الأصالة والمعاصرة على ضرورة التدخل العاجل للإشراف على تجديد هياكل الحزب بالجهة في إطار تشاوري وتنسيقي، واعتماد الأطر الكفأة والمقتدرة في تكوينها، لتصحيح وضعية «البام» بالمنطقة، ومنحه الثقة التي افتقدها، مشيرين إلى أن دافعهم إلى المكاشفة والقول بحقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها الحزب هو الغيرة على مصالحه، وليس بغرض تحقيق منفعة شخصية، أو افتعال مشاكل وهمية، حسب قولهم.