أفضت تحريات قامت بها السلطات المحلية إلى تحديد هوية سيدة أمضت حوالي 10 أيام بلياليها أمام قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي بفاس في وضعية صحية متدهورة ودون أي اهتمام طبي، فيما عجز رجل سلطة يوجد المستشفى الجامعي في النفوذ الترابي لملحقته، عن «إقناع» إدارة هذه المؤسسة الصحية ب توفير سرير لهذه المواطنة وتوفير العلاجات الضرورية لها. وتبلغ «خديجة الفيلالي» 50 سنة. وكانت تقيم رفقة زوجها «علال» بحي الجنانات بالقرب من المدينة العتيقة بفاس، قبل أن يتخلى عنها زوجها الذي يعمل «زلايجيا» بسبب «خلاف» معها يعود إلى عجزها عن الإنجاب. وتعيش خديجة ظروفا اجتماعية مزرية بسبب طردها من بيت الزوجية. وقد عانقت التسول والتشرد قبل أن تلجأ إلى طرق باب مؤسسة خيرية. وإلى جانب الوضع الاجتماعي والنفسي، فإن هذه المواطنة أصيبت بأمراض مزمنة في ساقيها. وأوضحت الفحوصات التي أجريت لها يوم 13 أكتوبر الجاري، وهو اليوم الذي صدر مقال حولها في «المساء»، أن بها ثقبا كبيرا في البطن أدى إهمال علاجه إلى تعفنه كما تصدر منه روائح كريهة. ويبدو أن تدهور وضعها الصحي بالمؤسسة الخيرية الإسلامية الفاسية ب«باب الخوخة» هو ما دفع مجهولا إلى التكفل بنقلها إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني ووضعها أمام الباب الرئيسي لقسم المستعجلات. ومكثت في نفس الوضع دون أن تقوى حتى على الكلام حوالي 10 أيام، وظلت تقضي حاجتها في ملابسها. ولم يثر وضعها أي مسؤول في إدارة هذا المستشفى، ونقل أحد المواطنين التدخل لدى مكلف بالقسم قوله :«إنها حرة في أن تفعل ما تشاء». فيما انتقد المدير الإداري للمستشفى نشر «المساء» لصورة هذه المواطنة وهي أمام باب قسم مستعجلاته. وقال، في اتصال مع «المساء» يوم صدور المقال، إن المستشفى لا يمكنه استقبال كل المشردين والمتسولين. واتهم أطرافا لم يسمها بالوقوف وراء نقل هذه الفئة من المواطنين إلى المستشفى لأغراض مجهولة. كما أشار إلى أن إدارته تعاني من هذه الحالات بشكل كبير، وتجد المساعدة الاجتماعية الوحيدة في المستشفى الجامعي صعوبة في إيجاد مأوى لهؤلاء المشردين في ظل ما سماه بالخصاص الكبير الذي تعاني منه المدينة في ما يتعلق بالمؤسسات الخيرية ومراكز استقبال المسنين والمشردين. وبعد الفحوصات التي أجريت لهذه المواطنة، تحت إشراف رجل سلطة، بقسم المستعجلات، وأمام رفض إدارة المستشفى توفير سرير لها لمتابعة حالتها الصحية المزرية، أجرت السلطات اتصالات أخرى مع إدارة المؤسسة الخيرية التي أقامت فيها «خديجة»، لكنها رفضت استعادتها خوفا من أن تحمل مسؤولية تدهور حالتها الصحية، خصوصا أن الثقب الكبير الذي تعاني منه في البطن يهدد حالتها الحرجة. ولجأ قائد ملحقة مقاطعة سايس إلى إجراء «توجيه» مكتوب إلى هذه المؤسسة، مما فرض عليها استعادتها. ويجهل ما إذا كانت هذه «المشردة» قد أصيبت بالثقب في البطن وجروح وكدمات في الساقين داخل هذه المؤسسة الخيرية، أم أن الإصابة تعود إلى فترة تشردها بعد طردها من بيت الزوجية. كما يجهل ما إذا كان الطرف الذي أقدم على نقلها إلى المستشفى هو «فاعل خير» أو «فاعل» في المؤسسة الخيرية رغب في إبعاد نزيلة في حالة صحية متدهورة عن هذه المؤسسة قبل أن تنفجر «قنبلة» الإهمال في وجهه. السلطات أشرفت على إعادة «خديجة الفيلالي» إلى الخيرية على متن سيارة إسعاف، لكنها لم تفتح أي تحقيق من شأنه أن يفضي إلى الوقوف على ملابسات تعفن ثقبها الغائر في البطن وأسبابه.