نفى الإطار الوطني عبد القادر يومير في حوار مع «المساء» أن يكون قد أقيل من منصبه كمدرب لفريق النادي المكناسي لكرة القدم، وقال إن عدم توفر الإمكانيات المالية التي تساعد على تحقيق الأهداف المسطرة كان وراء قرار الانفصال، الذي أكد أنه تم باتفاق وتراض مع أعضاء المكتب المسير للكوديم وعلى رأسهم الرئيس سعد الله، مشيرا إلى رغبته في خدمة المنتخبات الوطنية ووضع تجربته الميدانية رهن إشارة الإدارة التقنية في إطار الهيكلة الجديدة - غادرت الإدارة التقنية لفريق النادي المكناسي فجأة ما السبب الحقيقي وراء القرار؟ < أولا لا بد من الرجوع قليلا إلى الوراء لمعرفة ظروف تعاقدي مع النادي المكناسي، لقد كان الهدف من انتقالي إلى التدريب بمكناس هو الرغبة المشتركة في تحقيق الصعود ولاشيء سواه، فأنا كنت أراهن على عودة الكوديم واسترجاع ذكريات الأمس قبل أن تحصل أشياء جانبية غير منتظرة، بل إن الفريق أجرى معسكرا في مكناس لمدة شهر كامل تخللته مباريات عديدة، تبين من خلالها أن الجميع عازم على إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، لكن الرئيس قداري قدم استقالته بعد أن ظل يبحث عن سبل الدعم، استقال قداري ورحل في وقت كان الكل يتأهب لانطلاقة جيدة، جاء رئيس جديد وهو سعد الله الذي أعرفه حق المعرفة وسبق لي أن اشتغلت معه وحققنا لقب الدوري المغربي سنة 1995، لكن بعد شهر من التسيير وقف الرئيس الجديد على حجم المشكل المادي وتبين أنه من المستحيل تحقيق الأهداف المرجوة في ظل الوضع المالي الحالي، الذي يتميز بالخصاص، لهذا كان من الطبيعي أن أغادر بدوري الفريق مرغما لأن أهدافي التي جئت من أجلها بدأت تتبخر. - لكن سعد الله لم يقدم استقالته بعد، هل تسرعت في اتخاذ القرار؟ < حين جاء سعد الله إلى النادي المكناسي، الجميع تذكر تلك اللحظات التاريخية التي عاشها الفريق، وتبين أنه بتوفير الموارد المالية الكافية يمكن أن نعيد الكوديم إلى مكانته الطبيعية في القسم الأول، لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر، فقد بلغني أن سعد الله قد شعر بالاختناق وقد يغادر الفريق في الأيام القليلة القادمة، من خلال جمع عام وشيك قد يعقد يوم الإثنين القادم، لأنه من الصعب جدا محاسبة المكتب المسير أو اللاعبين أو الطاقم التقني على المردودية في ظل الخصاص الذي تعرفه الميزانية. - هل أغلق المجلس الإداري للنادي صنبور الدعم المالي على فرع كرة القدم؟ < لقد طرحت إشكالية ضعف الموارد المالية بحدة على قداري «الله يحسن عونو» واضطر، بعد أن شعر بالاختناق، إلى مغادرة الفريق مكرها، المكتب المديري ينحصر دوره في تحصيل المداخيل من مشاريع الكوديم وتوزيعها على الفروع، ولأن صندوق المجلس وهو الجهة المدعمة الأساسية فارغ الآن، فمن الطبيعي أن تعيش «الكوديم» في أزمة، خاصة إذا كانت رهاناتنا كبيرة وهدفنا العودة إلى القسم الأول. - إذن لا علاقة لاستقالتك بالهزيمة التي مني بها الفريق المكناسي في الحسيمة أمام شباب الريف؟ < لا علاقة بين استقالتي من تدريب النادي المكناسي والهزيمة التي مني بها الفريق غي الحسيمة أمام شباب الريف، لأننا في بداية الدوري المغربي، ومن السابق لأوانه الحديث منذ الآن عن الفريق الصاعد أو النازل، كل شيء ممكن في كرة القدم والفارق بين الكوديم ومتزعم الترتيب لا يتعدى خمس نقط، معنى هذا أن نتيجة الحسيمة أو غيرها من المباريات التي أجريناها داخل أو خارج ميداننا لا دخل لها في الاستقالة أبدا، لأن عمق المشكل مادي. - اللاعبون توصلوا بمستحقاتهم أليس كذلك؟ < لقد توصل اللاعبون برواتبهم أمس، بعد طول انتظار ومعاناة حقيقية أثرت على أجواء العمل داخل الفريق، لهذا فضلت الانسحاب لأنني لا أريد أن تضيع الأهداف التي سطرناها سويا قبل بداية الموسم. - لكنك كنت تعلم أن الفريق المكناسي يعيش ضائقة مالية؟ < لا، لم أكن على علم بالأزمة المالية، فقد اتصل بي عز الدين، العضو بالمكتب المسير للفريق وأكد لي أن الوضعية المالية ستكون مستقرة، خاصة وأنني علمت بأن الفريق باع لاعبه جواد لفريق الجيش الملكي بمبلغ يقارب 120 مليون سنتيم، لكن بعد مجيئي إلى مكناس تبين لي أن المكتب المسير السابق توصل من الجيش الملكي بمقدم عقد في الموسم الماضي قدره 50 مليون سنتيم، وهو ما جعلني أفكر في الرحيل مباشرة بعد استقالة قداري، إلا أنني عدلت عن الفكرة بعد تعيين سعد الله، لكن فراغ خزينة المجلس الإداري جعل الرئيس الجديد/القديم يعاني بدوره من الضائقة المالية، في غياب مستشهرين، يناهز ثم إن مداخيل الجمهور منعدمة، إذن الأمر يحتاج إلى معجزة. - ما هي الوجهة القادمة للمدرب يومير؟ < طموحي الحالي هو وضع خبرتي وتجربتي رهن إشارة المنتخبات الوطنية، خاصة في ظل الجامعة الجديدة التي قررت إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، لقد حان الوقت لأقدم لبلدي خدمة كبيرة، بعد أن عشت تجارب عديدة داخل وخارج الوطن، نلت خلالها العديد من الألقاب لفائدة أندية مغربية وخليجية، لقد لمست في نفسي القدرة على العطاء وأنا على يقين بأن الكرة المغربية ستستفيد من أمثالي، لهذا قررت أن أضع بمقر الجامعة ترشيحي مرفوقا بسيرتي الذاتية في مجال التدريب، لأنني منذ سنة 1985 إلى الآن وأنا أقدم ما في جعبتي للنشء الرياضي. - لماذا اعتدت على توجيه نقذ لاذع إلى المنتخب الوطني؟ < هناك بعض الصحافيين سامحهم الله يريدون أكل الثوم بفم يومير، لهذا رفضت مرارا حضور برنامج حواري يومي على الرياضية، وتفاديت الخرجات الإعلامية لأنني «كليت لعصا».