كشفت مصادر من داخل نيابة التعليم بالقنيطرة أن هذه الأخيرة أجرت، مؤخرا، تشخيصا ميدانيا داخل 180 مؤسسة تعليمية بالإقليم أسفر عن وجود 606 حالات إعاقة، منها 283 إعاقة ذهنية، 117 من الصم والبكم، و178 إعاقة حركة، إضافة إلى 28 حالة أخرى. وقالت المصادر إن هذا التشخيص يدخل في إطار المجهودات التي تقوم بها النيابة الإقليمية من أجل العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل عملية إدماجهم في الحياة المدرسية عبر تجربة الأقسام المدمجة، تماشيا مع الدعامة الرابعة عشر من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتنفيذا لمضامين الاتفاقية الرباعية الموقعة تحت الرئاسة الفعلية لعاهل البلاد في الفاتح من أبريل 2006، بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ووزارة التربية الوطنية، وكتابة الدولة المكلفة بالأسرة والطفولة والأشخاص المعاقين، ووزارة الصحة. ووفق معطيات «المساء»، فإن النيابة المذكورة استطاعت في هذا السياق تهييء مركز خاص بمدرسة جمال الدين الأفغاني، حيث استكملت جميع بنياته وتجهيزاته، ليعزز الأقسام المحدثة بمدارس الخنساء وخالد بن الوليد وأسماء ذات النطاقين، إضافة إلى منح ترخيص لجمعية «شمس» للدعم والتضامن الاجتماعي لاستغلال أقسام شاغرة بمدرسة عبد الرحمان الداخل كمركز لاستقبال وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي تم افتتاحه في الخامس من أكتوبر الجاري. وكان العديد من أمهات وآباء وأولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، قد أعربوا، في تصريحات سابقة ل«المساء»، خلال الموسم الدراسي الفارط، عن استيائهم الكبير من إحجام المدارس المخصصة للإدماج المدرسي عن القيام بدورها التربوي تجاه هذه الفئة، بدعوى عدم وجود الأطر التعليمية المؤهلة لهذا الغرض، حيث تفاجؤوا بإغلاق عدد كبير من أقسام الإدماج المدرسي التي كانت مفتوحة، طيلة السنة ما قبل الماضية، في وجه التلاميذ المعاقين حركيا أو حسيا أو ذهنيا، مما عرض هؤلاء للانقطاع عن الدراسة، وفرض عليهم نوعا من «العزلة القاتلة». وعلى صعيد آخر، ومن أجل ما اعتبرته النيابة الإقليمية للتعليم تذليلا للصعوبات السوسيو- اقتصادية والجغرافية التي تحول دون ولوج التعليم الإلزامي، وتشجيعا للاحتفاظ بالمتمدرسين ومحاربة أسباب الانقطاع عن الدراسة، تم تمكين التلاميذ من المحافظ المدرسية، وجرى إصلاح وترميم الداخليات وفتحها مع انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، وتعزيز خدمات المطاعم المدرسية بزيادة 10 في المائة في عدد المستفيدين، وهو ما مكن من إحداث 66 مطعما بالفرعيات، بالإضافة إلى اتخاذ مجموعة من المبادرات الرامية إلى توفير النقل المدرسي بالوسط القروي، من خلال عقد شراكات مع الأفراد والجماعات القروية، وتوفير الدراجات الهوائية للتلاميذ ببعض المناطق.