بمدينة مراكش الحمراء، احتدم التنافس بين طالبتين حول أستاذ جامعي، واحدة كانت محسوبة على الطلبة «الناشطين»، أي الذين لا تربطهم بالكلية إلا بطاقة التسجيل ويقضون سحابة يومهم بين المقصف وحجراتهم ويمضون ليلهم في «القصاير»، وطالبة من الذين «يتطوعون» بمساعدة الإداريين في مهام تسجيل الطلبة الجدد ومساعدة كل من يريد أن تسدى إليه أي خدمة. كانت الطالبتان صديقتين حميمتين، إحداهما كانت أولى من ربطت علاقة غرامية سرية بأحد الأساتذة بعدما سعت هي وراءه، وما دام الأمر خارج سور الكلية وبعيدا عن حجرات الدراسة فلم يكن الطلبة يرون أي أثر لهذه العلاقة التي سرعان ما اكتشف أمرها في صفوف الطلبة بعد خصامها مع صديقتها. الصديقة الثانية التي كان بعض الظرفاء يلقبها ب«ماروخا» نظرا لسمرتها التي كانت تشبه الشوكلاتة الإسبانية الشهيرة، حسب ما أكد أحد الطلبة الذين درسوا معهما في الجامعة، دخلت على الخط وحاولت «سرقة» الأستاذ من خليلته «الإدارية»، وحين اكتشف أمرها، قررت التخلي عن علاقتها الغرامية بالأستاذ، لأنها لا تحب «الماكلة المشروكة» حسب التعبير الدارج، وكانت الفترة فترة امتحانات التخرج، والتجأ الأستاذ إلى الابتزاز، وأنجح «الفتاة الشوكولاتة». يقول الطالب ل«المساء: «تم امتحانها معي شفويا، كنا أربعة، سألني أربعة أسئلة فأجبته عن ثلاثة واختلف بيننا النقاش في واحد، وسأل غيري سؤالين أو ثلاثة، فيما سأل «ماروخا» سؤالا واحدا بسيطا، وحصلت «المجتهدة» مثلي على 16/20». الفتاة الأخرى، «الإدارية» التي «سخن عليها راسها»، كانت في كل مرة تدخل مع مجموعة، وكان هذا الأستاذ يقسم طلبته إلى مجموعات من أربعة أو خمسة على الأكثر، ويسألهم بضعة أسئلة، ورغم ذلك كان أغلب الطلبة ينجحون في مواده لأنه كان «سخيا» نسبيا، لكنه يرجعها بعد أن يحاصرها بأسئلة المقرر فكان هو الوحيد المؤهل ليقول إن جوابها صواب أو خطأ.كانت في كل مرة (وقد دام الأمر قرابة الأسبوع) يرجعها فيه ليمنحها فرصة المراجعة والتهييء الجيد حسبما يدعي، أو ليحطم معنوياتها ويزيل عنها «سخونية الراس» . وتقصد الطالبة التي وضع الأستاذ الحواجز أمامها، العديد من زملائها ممن تراهم مرجعا في أمور الدراسة، وتعيد عليهم الأسئلة التي طرحها الأستاذ عليها والأجوبة التي ردت بها عليه، والتي كانت ستكون أجوبة أي طالب سئل في الموضوع. فكرت الطالبة جيدا وأدركت أن رفضها الرضوخ للأستاذ سينعكس على مسارها الدراسي وستفشل بعدما اعتبرت في بداية الموسم أن الحظ ابتسم لها، وأن علاقتها بالأستاذ ستثمر ويكون لها «طيب الأثر»، فلم تجد وسيلة سوى التسليم بضرورة «الأكل» مع صديقتها السمراء من نفس الطبق، فسعت إلى مصالحة الأستاذ والعودة إليه، والتودد إليه، لتفتح معه العلاقة من جديد، لأنها لا ترغب في أن تضيع السنة الدراسية، فكان لها ما أرادت فحصلت على نقطة 16/20 مثلها مثل زميلتها. طالبة هددت أستاذها بإحراقه بالبنزين بعدما تحرش بها يمكن وصفهم بالمراهقين أو المتصابين الذين لا يجدون حرجا في استمالة الطالبات وابتزازهن جنسيا، هم أساتذة جامعيون يجتهدون ويبتكرون وسائل وأساليب عديدة لاستدراج الطالبات لإقامة علاقات غرامية معهم. معروفون داخل الكليات بأنهم متخصصون في الابتزاز والتحرش الجنسي، وكل من عبرت من الطالبات عن الرفض وعدم الرضوخ يكون جزاؤها الانتقام باستعمال سلطة النقطة. حالات عرفتها كلية الحقوق بمراكش مابين سنة 1998 و2000، رواها لنا أحد الأساتذة الجامعيين. الأولى: طالبة كانت تدرس بشعبة اللغة الفرنسية. كانت جميلة وجذابة، وقد حاول أحد أساتذتها إغراءها واستمالتها قصد إقامة علاقة غرامية معه، غير أنها رفضت وتشبثت بخيار الرفض وعدم الانصياع، ومنحها نقطة ضعيف لإقصائها، وبعدما علمت بالأمر، حملت قارورة بنزين وأخذت تبحث عن الأستاذ لأنها كانت تنوي إحراقه، لكن علم بعض الموظفين بالقصة من إحدى صديقات الطالبة، وهو ما جعل الخبر ينتقل إلى الإدارة، التي أبلغت الأستاذ الذي اختفى عن الأنظار خلال تلك الفترة خوفا من انتقام الطالبة. وفي سنة 1998 كانت إحدى الطالبات تجتاز الامتحان الكتابي بالمدرج بالكلية نفسها، ففوجئت بأستاذ لها ينزع منها ورقة الامتحان ليكتب تقريرا بشأنها، فاعترض أحد الأساتذة على خطوته، مطالبا إياه بالدليل، فلم يجد ردا، وفي اليوم الموالي كرر الأستاذ الطريقة نفسها مع الطالبة نفسها، وبعد انتهاء الامتحان أسرت الطالبة لمقربين منها أن الأستاذ أراد الانتقام منها واتهامها بالغش لأنها رفضت عرضه المتكرر بإقامة علاقة جنسية معه، وهو الذي حاول جاهدا لقاءها خارج أسوار الكلية. وبإحدى الجامعات المغربية كان أحد الأساتذة معروفا بابتزازه للطالبات وبمعاكستهن، ولا يألو جهدا في اختيار الجميلات منهن لإغرائهن بمنحهن النقاط المرتفعة شرط تلبية رغباته الجنسية، ولما شاع الأمر في صفوف الطلبة بدأ بعض المشاغبين يثقبون عجلات سيارته انتقاما منه على سلوكه. سلوك كان يستفز الأستاذ ولا يعرف دوافع الذين يكررون هذا «الاعتداء» في كل مرة، وفي سنة 2000 لجأ الأستاذ نفسه إلى التحرش الجنسي بطالبة متزوجة، فما كان منها إلى أن نصبت له كمينا حتى تقيم عليه الحجة وتقدمه إلى القضاء، غير أن خطتها فشلت بعدما أسر إليه أحدهم بما تخطط له الطالبة المذكورة.