علمت «المساء» من مصادر طبية، أن الشاب الذي أصابه رصاص الشرطة، نهاية الشهر الماضي بمراكش، والملقب ب«ولد حردافة»، أفرغ جام غضبه جراء الاعتقال الذي لحقه علي يد رجال الأمن،على الطاقم الطبي لمستعجلات مستشفى ابن طفيل، حيث شرع، ومنذ وصوله مصفد اليدين، على متن سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية، في سب أفراد الطاقم الطبي من ممرضين وأطباء، وتوعدهم بالانتقام منهم وذبحهم جميعا، وهو واقع تحت تأثير تخدير شديد بحبوب الهلوسة والخمر. وقد تحدثت المصادر ذاتها ل«المساء» عن إصابة المعني بكسر على مستوى إحدى ساقيه بعدما اخترقتها رصاصات رجال الشرطة الذين حاصروه بمنطقة بوعكاز وتمكنوا من توقيفه بعد مطاردة طويلة ومرهقة. كما حكت كيف كان «ولد حردافة»، الذي يتمتع ببنية جسمية قوية وتغلب على طباعه شراسة عدوانية كبيرة، يحاول انتزاع يديه من القيد المربوط بالنقالة الطبية، وهو الأمر الذي جعل الفريق الطبي الذي أشرف على إجراء عملية استخراج الرصاصات من ساقه يتفق، في نهاية الأمر، على تخديره تخديرا تاما، بدل الاكتفاء بتخدير موضعي لمكان اختراق الرصاصة، خوفا من حصول أي طارئ سيء قد تكون له عواقب غير محمودة. وقد تمت العملية في ظروف جيدة وتكللت بالنجاح، ويرقد المتهم، بعد إجرائها، في الطابق الأول من مصلحة مستعجلات ابن طفيل، تحت حراسة أمنية مشددة، وتلزم لزيارته رخصة شخصية من وكيل الملك بمحكمة الاستئناف. وعلى مستوى البحث الأمني فقد أوضحت مصادر «المساء» أن «ولد حردافة» كان يقطن بحي المحاميد القديم، وأنه متابع ومبحوث عنه في قضية سرقة واقتحام متجر لبيع الحلي والمجوهرات بنفس المنطقة، كما أنه اعتاد قبل اعتقاله بأيام، زيارة سوق المحاميد القديم والقيام بجمع إتاوت من تجاره تصل أحيانا إلى 300 درهم، يستخلصها منهم بالقوة، كما كان يقوم باعتراض سبيل المارة هناك وسلبهم ممتلكاتهم وأموالهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض.