أقدمت السفارة الفرنسية بالمغرب، أول أمس الأربعاء، على نقل رفات جنود مغاربة عملوا في الجيش الفرنسي من المقبرة الأوربية بمدينة وادي زم إلى المقبرة الأوربية بابن امسيك التي تضم 13 ألف قبر. وقد وصل عدد الموتى الذين استعادتهم مصلحة قدماء المحاربين، التابعة للسفارة الفرنسية بالمغرب، من المقبرة الأوربية بمدينة وادي زم، 111، وهم معروفون بأسمائهم ورتبهم في الجيش الفرنسي ويدينون بالدين الإسلامي، إلا واحدا لم تعرف له هوية. وامتدت عملية نبش قبور الجنود المغاربة الذين عملوا لفائدة فرنسا طيلة أول أمس الأربعاء، لتنقل بعد ذلك الرفات إلى مدينة الدارالبيضاء في العاشرة من مساء نفس اليوم على متن سيارتين لنقل الموتى. وأشار برنار فاكوليي، مدير مصلحة قدماء المحاربين في السفارة الفرنسية، في تصريح ل«المساء»، إلى أن الرفات التي تم نقلها إلى المقبرة الأوربية بابن امسيك لا تعود إلى جنود مغاربة تابعين للجيش الفرنسي قضوا خلال الانتفاضة التي عرفتها مدينة وادي زم 1955، بل إلى جنود مغاربة عملوا لفائدة الجيش الفرنسي في الأربعينيات من القرن الماضي. وأضاف أن الجنود الذين نقلت رفاتهم إلى المقبرة الأوربية بابن امسيك، والتي أعد فيها مكان لدفن الجنود المسلمين الذين عملوا في الجيش الفرنسي، لا ينحدرون فقط من مدينة وادي زم، بل قد تعود جذورهم إلى مناطق أخرى من المغرب. غير أنه أكد أنه لا تُعرف لهم امتدادات عائلية اليوم، لأنهم قضوا قبل عقود كثيرة. وشدد فاكوليي على أن عملية نقل الرفات، غير المسبوقة في المغرب والتي جاءت بموافقة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تأتى بعد ما لوحظ من تردي حالة المقبرة الأوربية بمدينة وادي زم، حيث تروم السفارة الفرنسية من وراء نقل الرفات إلى ابن امسيك منح أولئك الموتى قبورا لائقة وحفظ ذكرى أولئك الذين حاربوا إلى جانب فرنسا، خاصة في مواجهة النازية.