تعج جل المحاكم المغربية بحالات طلاق كان من الممكن جدا تفاديها بكلمة رقيقة وعبارة معسولة، يشنف بها الزوج أذن زوجته، ثم ينتهي الخلاف ويعود الود المفقود. لكن الرجل المغربي، في كثير من الحالات يرفض الاعتذار للزوجة، حتى وإن كان مقتنعا تماما بفداحة خطئه لأنه يرى في الاعتذار انتقاصا من رجولته وخدشا لكرامته ولأنه ببساطة شديدة تربى وسط بيئة لا تؤمن بثقافة الاعتذار. «المساء» سألت عددا من الشبان عن أسباب غياب ثقافة الاعتذار عند الرجل المغربي؟ وهل يعتبرون الاعتذار للمرأة انتقاصا من رجولتهم؟ بدر الأزهر «موسيقي» اعتراف الزوج بخطئه للزوجة لن ينقص من قيمته أبدا من الواجب على الزوج تجاه زوجته أن يعترف بالخطأ إذا أخطأ في حقها، وأن يفهم جيدا أن ذلك لن ينقص من قيمته أبدا، وعليه أن يدرك أيضا أنه لولا إحساس المرأة بالظلم لما اشتكت ولما انتظرت كلمة من الزوج لتلأم بها جراحها وتساعدها على مواصلة الحياة. المرأة وبفضل طبيعتها الحساسة تسامح وتنسى بسرعة حجم ألمها. رشيد وصال «مديرمدرسة» اعتذار الزوج عن الخطأ قمة التعبير عن المحبة الاعتذار عن الخطأ قمة التفاهم والتعبير عن المحبة، خاصة بالنسبة للمرأة لأنها تسعد به مهما كبر الخطأ الذي ارتكبه الزوج في حقها. والاعتذار مطلوب بين الأزواج للحفاظ على عش الزوجية، وهو ضروري لضمان الاستمرارية، شريطة ألا تنظر إليه الزوجة على أنه ضعف من قبل الزوج. محمد التهامي «أستاذ» بعض الزوجات يجدن في اعتذار الرجل فرصة للانتقام منه رغم أن الاعتذار من شيم «أولاد الناس»، لكن ما أتخوف منه هو أن تجد الزوجة في اعتذار زوجها فرصة للانتقام منه وإخراج ما في جعبتها من إهانات ولوم وشتم، على اعتبار أن زوجها الذي يعتذر منها يكون في موقف أضعف، ولأن شعوره بالذنب يدفعه إلى نيل رضاها ومحاولة الصلح بكل السبل، وبسبب هذا التصرف قد يتخذ الزوج قرارا بعدم الاعتذار مهما عظم الخطأ. محسن الشرفي «نادل» البعض يعتبر مبادرة الرجل إلى الحوار مع زوجته انتقاصا من رجولته الاعتذار بين الزوجين يرتبط بتربيتهما الأسرية. لكن ما نعاني منه في مجتمعنا هو أننا نقبل باعتذار المرأة فقط، أما عندما يبادر الرجل إلى الحوار مع زوجته فإن ذلك يعتبر بمثابة انتقاص من رجولته. وهذا فهم خاطئ لطبيعة العلاقةالزوجية التي يجب أن تسودها المودة والتضحية والتنازل بين الزوجين، وحبذا لو نسير على نهج ديننا الحنيف، ويتعلم كل زوج دوره في الحياة وكيفية التكامل مع شريكة حياته، والمبادرة إلى الحوار قصد تحقيق السكينة بين الزوجين. الحمومي طارق «طالب» الاعتذار يقرب بين الزوجين أكثر فأكثر واهم من يعتقد أن الاعتذار ينتقص من قيمة أحد الزوجين بل يقرب بينهما أكثر فأكثر، لأنه تعبير عن الاحترام والتقدير. لذلك يجب أن يكون الاعتذار متبادلا بين الطرفين، ولا بأس أن يبادر أحدهما بذلك دون شروط أو حساسيات، طالما أن الهدف هو لم شمل الأسرة والحفاظ عليها من التفكك، الذي بات يطارد الأسر المغربية لأتفه الأسباب، وعلى رأسها أنانية الزوج الذي يعتبر أن كرامته خدشت، وأنه من واجب الطرف الآخر التنازل والاعتذار. طرق بديلة للاعتذار > قدم لها هدية ولو كانت بسيطة جدا حين عودتك إلى البيت. > قم بدعوتها للعشاء خارج المنزل أو لنزهة في الطبيعة. > أنصت لعتابها ودعها تقول كل ما يزعجها ولا بأس إن جبرت خاطرها بكلمة «أنت محقة». > حاول إضحاكها، وذكرها بموقف مضحك أو محرج قامت به وعلق عليه. علم الاجتماع ثقافة الاعتذار غائبة تماما في مجتمعنا المغربي ازالت جل الواجبات المنزلية حتى الآن تعد من مهام المرأة، ويعود السبب في ذلك إلى عدم استعداد معظم الرجال لتقاسم أعباء المنزل مع شريكة الحياة التي تعمل خارج المنزل. وبالتالي فإن إلقاء عبء المسؤولية داخل المنزل على المرأة إلى جانب عملها خارجا يقف عائقا أمام طموح المرأة لتحقيق إنجازات أعلى في مشوارها المهني، وهذا الوضع يجبر العديد من النساء على الاختيار بين أمرين: إما الأسرة والأطفال أو المشوار المهني. ويمكن للمرأة أن توفق بين الأمرين، لكن بشرط تنازل الرجل عن التصورات القديمة والتقاليد المحافظة التي ورثها عن التركيبة الاجتماعية السابقة، وتكسير الصورة النمطية التي تصور الرجل «حاط رجل على رجل» والمرأة في المطبخ تلبي له جميع حاجياته، وقبوله المشاركة معها في تدبير شؤون البيت وتربية الأطفال ليساعد زوجته العاملة، فالمساواة على مستوى تدبير الشأن المنزلي من طرف الجنسين أثبتت أنه يشكل حافزا للمرأة على العطاء.