أسفرت المباريات الختامية للجولة الرابعة من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم عن نتيجة مفاجئة تتجلى في هزيمة الوداد بقواعده أمام ضيفه جمعية سلا، وخسارة الكوكب المتزعم بأكادير أمام الحسنية المحلية، بينما حقق أولمبيك خريبكة أول فوز له في الدوري، كما فشل الرجاء في الحفاظ على فارق الهدف الذي سجله في الجولة الأولى من مباراته مع وداد فاس. وبعث أنصار الوداد في المباراة التي استضاف فيها منافسه جمعية سلا برسم الجولة الرابعة، إلى فعاليات النادي رسالة غنية بالملامح، حينما رفعوا قبل بداية اللقاء صورا لوجوه رياضية أعطت للوداد الشيء الكثير، على غرار المرحوم أحمد بنجلون أحد مؤسسي الفريق والعضو الأسبق في اللجنة الأولمبية الدولية، والمرحوم عبد الرزاق مكوار أكبر رؤساء النادي عطاء وحكمة، والمرحوم إدريس جماد اللاعب الدولي السابق. وهي صور أعطت جمالية للمباراة، قبل أن تفسد المفاجأة التي خلقها جمعية سلا بهزمه للفريق البيضاوي، أجواء هذه الاحتفالات، خاصة وأن الجميع كان يتوقع إحراز الفريق الأحمر لفوزه الثالث في الدوري وذلك للعديد من الاعتبارات، لكن الدقائق الأخيرة غيرت كل شيء بعد استغلال القادم الجديد للجمعية البرازيلي داسيلفا خطأ فادحا للمدافع هشام اللويسي محرزا هدف الفوز للفريق الزائر، وهي نتيجة اعتبرها بادو الزاكي منطقية، مبرزا أن الحظ لم يحالف لاعبيه، وأن فريقه فرض سيطرة مطلقة على ضيفه وشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس إسماعيل كوحا، لكن دون أن يتمكن من هز شباك الجمعية. بينما حيا عزيز الخياطي مدرب الجمعية لاعبيه على احترامهم لكل التعليمات ونجاعة انضباطهم التكتيكي، مشيرا إلى صعوبة المباراة، كما هنأ الخياطي عناصره على الجهد الذي بذلوه بغرض العودة بفوز كبير. وأخطأ البرازيلي كارلوس موزير مدرب الرجاء، التقدير في المباراة التي حل فيها الفريق البيضاوي ضيفا على وداد فاس، حينما دعا لاعبيه في الشوط الثاني من المباراة إلى التراجع إلى الوراء للحفاظ على هدف السبق الذي أحرزه عمر النجاري في الشوط الأول، والذي قدم فيه لاعبو الرجاء عروضا طيبة، وكان بإمكانهم رفع الحصة إلى أكثر من هدف، لكن تسرع بعض اللاعبين وعدم انضباط البعض الآخر فوت الفرصة على الفريق الأخضر للعودة بنقط اللقاء، ودفعهم إلى الاستسلام في الجولة الثانية من المباراة التي تحكم في أطوارها لاعبو الفريق المحلي بشكل جيد، وخلقوا متاعب كبيرة للمنافس بعد قيام عبد الرحيم طالب ببعض التغييرات التي أضافت قوة زائدة لقائمة «الواف»، مستغلا في ذلك ضعف رؤى البرازيلي كارلوس وعدم نجاعة الاستبدالات التي أقدم عليها، خاصة وأن مدرب الرجاء ظل شاردا في الجولة الثانية من اللقاء، دون تمكنه من وضع وصفة ناجعة لخلق حيوية جديدة في لاعبيه، كما ظل صامتا أمام عدم انضباط بعض عناصره. وتخلى الكوكب عن ريادة الدوري الأول، بعدما ألحق به حسنية أكادير الهزيمة الأولى في الدوري، في مباراة حسم الفريق المحلي نتيجتها في الشوط الأول، وذلك بإحراز جيرار بي غوا لهدفين، قبل أن يتمكن البديل وسام البركة من تقليص الفارق في الدقيقة 50 . وظهر الفريق المحلي منذ انطلاق المباراة بعزيمة قوية للوقوف بقوة أمام الكوكب وقطع سلسلة نتائجه الإيجابية، إذ خلق زملاء خالد السباعي مشاكل كبيرة لعناصر فتحي جمال، بتنظيمهم لعمليات هجومية خطيرة كادت في العديد من المناسبات أن تهز مرمى الحارس المراكشي، لكن تسرع هداف الحسنية جيرار حال دون ذلك، كما أن الكوكب ناور بدوره لإنهاء اللقاء بأقل الخسائر، خاصة بعد إحرازه الهدف الأول مبكرا في الشوط الثاني، وبذلك تؤكد عناصر الفرنسي جودار قوتها ورغبتها القوية في لعب أدوار طلائعية. وحقق أولمبيك خريبكة أول فوز له في دوري الدرجة الأولى لدوري النخبة، حينما أنهى اللقاء الذي استضاف فيه منافسه شباب المسيرة بهدفين لواحد، في مباراة لم تكن سهلة لعناصر يوسف لمريني الذين وجدوا صعوبات كبيرة في الحسم في نتيجة المباراة مبكرا، خاصة وأن الفريق الزائر شكل متاعب كبيرة للفريق المحلي، وناور بدوره لإنهاء اللقاء بأقل الخسائر، وظل لاعبوه متفائلين بقدرتهم على استدراك الموقف وخلط أوراق الأولمبيك، لكن قلة تجربة بعضهم وارتكابهم لأخطاء فادحة صعب مأموريتهم إلى أن انتهى اللقاء بفوز الفريق المحلي.