تعرض الطفل محمد القرقوب (11 سنة) لعاهة مستديمة إثر تعرضه لطلقة بارود فجرت عينه اليسرى في الحال وشوهت وجهه بالكامل، مما تطلب نقله إلى إحدى المصحات الخاصة بالجديدة حيث خضع لعملية جراحية لإنقاذ عينه الثانية. ويأتي الحادث الذي وقع بدوار اولاد صليان بجماعة الحوزية إثر إقدام ثمانية خيالة على تنظيم أمسية للتبوريدة للتدرب على الإطلاق استعدادا للإقصائيات المؤهلة للمشاركة في الملتقى الوطني الثاني للفرس الذي سينظم بالجديدة، خلال الشهر القادم. العلام وفرقته المؤلفة من ثمانية فرسان اختاروا مساحة أرضية تابعة لدوار أولاد صليان لممارسة تداريبهم، وبمجرد شروعهم في إطلاق البارود فوجئ الحضور بسقوط طفل أرضا والحروق تملؤ وجهه نتيجة تعرضه لطلقة من إحدى البنادق ليعم هلع كبير وسط أبناء الدوار. وقد بادر ابن عم الضحية، الذي عاين الحادث، إلى نقل الطفل إلى مصحة خصوصية بالجديدة، حيث طلب الأطباء ترخيصا من ولي أمر الطفل لإجراء عملية جراحية مستعجلة لاستئصال العين المصابة وإنقاذ الأخرى وهي العملية التي شارك فيها أربعة أطباء ودامت زهاء خمس ساعات. وبأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية فتح تحقيق في الموضوع أسفرت معطياته الأولية على الأمر بإلقاء القبض على العلام (ش. م.) والتحقيق مع بقية العناصر الثمانية المشاركة في أمسية التبوريدة ليتبين للمحققين بأن النشاط المنظم غير مرخص له من طرف السلطات، كما أن الجهات المسؤولة لم تسلم المجموعة أي كمية من البارود من أجل التداريب. وأكد الفرسان الثمانية أن البارود المستعمل احتفظ به داخل البنادق منذ آخر مناسبة مرخصة شاركوا فيها وتتعلق بموسم سيدي عابد المنظم مباشرة بعد موسم مولاي عبد الله أمغار, وأفادوا جميعهم بأن الطلقات انطلقت في وقت واحد ولا يمكنهم تحديد أي طلقة أصابت الطفل القاصر. بعدها تم إعفاء أحد الفرسان من التحقيق بعد تصريحه بأنه استعمل عصا في التبوريدة عوض البندقية. وكيل الملك أمر الدرك بحجز البنادق كما أمر بالاستماع إلى شيخ القبيلة بصفته شاهدا على الحادث واستمع إلى جميع المتهمين في محاضر رسمية، ولم يتم الاستماع للطفل المصاب إلا عندما قرر الوكيل إرجاع المسطرة للمرة ثانية آمرا بإعادة إتمام البحث والاستماع إلى الطفل بالمصحة وبحضور والده الذي حكى بأن بعض الفرسان المتهمين التحقوا به بالمصحة وبمعيتهم عضو جماعي وساوموه على التنازل مقابل مبلغ 10 ملايين سنتيم، لكنه رفض الإذعان خوفا على حياة ابنه وبعد إجراء العملية غابوا عن الأنظار، وأضاف والد الضحية أنه وأمام ضيق ذات اليد لا يمكنه التكفل بمصاريف العلاج الباهظة وبأنه فوجئ بإدارة المصحة تلح على تسلم أتعابها المقدرة ب18 ألف درهم بعد أن طمأنوه في البداية وأكدوا له بأن المتسببين في الحادث هم من سيتكلف بعلاج ابنه.