أعرب العديد من المتتبعين للشأن التربوي بالقنيطرة عن دهشتهم لكون العديد من المؤسسات التعليمية بالمدينة تعاني الخصاص في الأطر التربوية الخاصة ببعض المواد، مما اعتبروه تناقضا صارخا مع شعار «جميعا من أجل مدرسة النجاح» الذي رفعته الوزارة الوصية خلال الموسم الدراسي الجاري، وزيف ادعاءات الجودة والارتقاء بالمدرسة العمومية. وكشفت جمعية آباء وأولياء تلاميذ إعدادية ابن عباد، في رسالة توصلت بها «المساء»، أن المؤسسة تعاني خصاصا كبيرا في أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، مما أشر على انطلاقة متعثرة لعملية الدخول المدرسي بهذه الإعدادية. وقالت الجمعية إنه إذا كانت توجيهات وزارة التربية الوطنية تقتضي أن تبدأ عملية التحصيل الدراسي في العاشر من شتنبر الجاري، واستيفاء كافة شروط التمدرس، بما فيها التحاق المدرسين والتلاميذ والأطر الإدارية، فإن واقع الحال بمؤسسة ابن عباد لا يبشر بالخير، لا سيما وأن العديد من الأقسام تظل محرومة من الأساتذة، مما يعيق استئناف التلاميذ لدراستهم في ظروف طبيعية. وأضافت الرسالة نفسها أن الآباء يشعرون بالأسى إزاء هذا الخصاص، الذي أوضحت بأنه يتعارض مع شعارات الجهة الوصية خلال السنة الجارية التي تدعو إلى النجاح ومحاربة الهدر المدرسي ومحاربة الهدر الزمني، مناشدة في الوقت ذاته النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية من أجل التدخل العاجل لحل هذا المشكل، حرصا على الزمن المدرسي للتلاميذ، وتفاديا لكل ما من شأنه أن يؤثر على مسيرتهم الدراسية. من جانبها، أفادت جمعية آباء وأولياء تلاميذ ثانوية المهدي بن تومرت الإعدادية، أن هذه الأخيرة تعيش هي أيضا على وقع الخصاص في الأطر التربوية، مما يمكن أن يفوت الفرصة على بعض الأقسام من إتمام المقرر، خاصة، تضيف الجمعية في شكاية توصلت بها «المساء»، أن تلاميذ هذه المؤسسة لا يمكنهم الاستفادة من الساعات الإضافية المؤدى عنها في غياب وسائل الدعم الاجتماعي حيث إن أغلبهم من الطبقة المعوزة. ووفق نفس الشكاية، فإن الثانوية تشكو أيضا من الخصاص المهول في الأدوات التعليمية لجميع المواد، مشيرة إلى أن الخزانة المدرسية هي شبه فارغة، إضافة إلى عدم توفر المؤسسة على قاعة متعددة الوسائط، وعلى بعض التجهيزات الضرورية كطاولات التلاميذ، ولا سيما خلال الامتحانات الموحدة، حيث قالت الجمعية إن النيابة الإقليمية تكتفي بالحلول الترقيعية لتدارك هذا العجز، منددة، في الوقت نفسه، بالتهميش الذي يطال المؤسسة التعليمية من طرف السلطات المحلية، حيث إن تواجدها بالقرب من الغابة وقصر سور الثانوية وانعدام الإنارة تجعل هذه الأخيرة عرضة للمتسكعين والمنحرفين ومرتعا خصبا لهم، مما يعرض، في نظرها، التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية للاعتداءات والمضايقات.