شن حزب الأصالة والمعاصرة بجهة تازةالحسيمة تاونات هجوما لاذعا على التحالف الذي يقوده وزير تحديث القطاعات العامة التجمعي محمد عبو، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب الاستقلالي نور الدين مضيان، متهما إياه ب«الفساد» و«استغلال وتوظيف مقدسات الأمة» و«ابتزاز الناخبين ومحاولة شراء ذممهم». وقال حزب الوزير المنتدب في الداخلية السابق فؤاد عالي الهمة، في بيان شديد اللهجة حصلت «المساء» على نسخة منه، إن «لوبي الفساد بالجهة قد قام طيلة الأسابيع الماضية بتنظيم سلسلة من الولائم والاجتماعات غير المشروعة كان أكثرها تحديا للتوجه الديمقراطي الذي تنخرط فيه بلادنا بثبات تلك التي تم فيها استغلال وتوظيف مقدسات الأمة في محاولة للتأثير على إرادة الناخبين، هذا فضلا عن ابتزازه لهم ومحاولة شراء ذممهم وإجبارهم على أداء القسم على القرآن الكريم وتكوين مكتب الجهة المفترض في منزل مرشحه للرئاسة». وعبر حزب الهمة، الطامح إلى رئاسة مجلس الجهة لتنضاف إلى الجهات الأربع التي استطاع لحد الآن الفوز برئاستها، عن أسفه العميق ل «استمرار لوبي الفساد بالجهة في استعمال كل الوسائل غير المشروعة لمصادرة إرادة الناخبين في التغيير وإجهاض صيرورة انبثاق نخبة جهوية جديدة متجاوبة ومتفاعلة مع ديناميات الإصلاح الجاري ببلادنا»، «معربا عن إدانته «الشديدة لهذه الممارسات الهجينة التي تلحق أكبر الضرر بنبل العمل السياسي وبأخلاقيات التباري الانتخابي الديمقراطي». من جهته، وصف القيادي الاستقلالي، نور الدين مضيان، الاتهامات التي تضمنها بيان حزب الأصالة والمعاصرة ب«الكذب والافتراء والمغالطات»، وأنه يأتي في سياق محاولة المتهم أن يلعب دور الضحية، مشيرا إلى أنه جاء على خلفية «فشل الحزب في الترويج لدعاية أن جهة الحسيمةتازة تاونات قد منحت للأصالة والمعاصرة». وأوضح في تصريحات ل«المساء» أن عقد التحالف المكون من التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والمركزيات النقابية الأربع بمنزل والد الوزير عبو بفاس الأسبوع الماضي حق مشروع تم بدون إكراه. وبينما كشف المصدر ذاته أن ترشيح محمد بودرا وكيل لائحة حزب «التراكتور» لم يظهر إلا بعد أن تأكد حميد كوسكوس، رئيس المجلس البلدي لتازة، تضاؤل حظوظه للفوز برئاسة مجلس الجهة، شن مضيان هجوما عنيفا على حزب الهمة، وقال:«يبدو أن هذا المخلوق الجديد له رغبة جامحة في السيطرة وبكل الوسائل على كل شيء بدءا بالمجلس الإقليمي وانتهاء بمجلس الجهة ومجلس المستشارين، كما يظهر أن هناك جهات تعمل، وبشكل علني، من أجل تحقيق هذا الهدف على خلاف العهد السابق الذي كان يتقن تكوين الأغلبيات وتزوير إرادات الناخبين دون أن يصل إلى هذا المستوى المسجل حاليا». وتابع قائلا: «ما حدث في انتخابات الجهة ضرب للديمقراطية وتراجع خطير عن المكتسبات التي حققها المغرب وأعتقد أن على الأحزاب المغربية أن تتحرك لوقف هذا التراجع الذي تتسبب فيه سلوكات المخلوق الجديد». إلى ذلك، اتهم مضيان حزب الهمة باللجوء إلى أساليب الإغراء والإكراه في التأثير على تماسك تحالف الأحرار والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والمركزيات النقابية، من خلال شروعه منذ اليومين الماضيين في إجراء اتصالات بمستشاري التحالف، مشيرا إلى أن «الهدف الحقيقي لسيناريو تأجيل والي الجهة لانتخابات الرئاسة الأسبوع الماضي، بات الآن واضحا». القيادي الاستقلالي توقع أن تؤول رئاسة مجلس الجهة المزمع إجراؤها يوم غد الخميس إلى التحالف الذي رشح محمد عبو وزير تحديث القطاعات، على اعتبار توفره على 47 صوتا مقابل 17 صوتا لتحالف محمد بودرا رئيس المجلس البلدي للحسيمة . وقال: «ما انتهجه حزب «التراكتور» من مناورات لن يزيد تحالفنا إلا قوة وصمودا، لأننا لم نجتمع من أجل تحقيق مصلحة ضيقة، ولأننا اخترنا الشخص المناسب في المكان المناسب، الشخص القادر على تقديم إضافة للجهة على خلاف الطرف الآخر الذي يحاول اللعب على وتر العنصرية والقبيلة».