بهذا العدد الذي بين يديك عزيزي القارئ، تكون «المساء» قد أطفأت شمعتها الثالثة. ثلاث سنوات من البحث الحثيث عن الخبر اليقين والصورة المعبرة والرسم الساخر والتحليل الرزين والرأي الحر والمختلف من أجل تقديمه إليك طريا، واضحا، وصادما أحيانا؛ ثلاث سنوات من المعارك الإعلامية وردهات المحاكم والضربات التي لم تفلح في إماتتنا فنجحت، من حيث لا تدري، في تقويتنا؛ ثلاث سنوات من العمل المتواصل من أجل إخبارك وإعطائك المعلومات والأخبار الكافية لكي تصنع رأيا خاصا بك حول ما يحدث حولك؛ ثلاث سنوات في عين الإعصار؛ ثلاث سنوات ربحنا فيها ثقتك، رأسمالنا الوحيد الذي نعتز به؛ ثلاث سنوات من الاصطفاف إلى جانب الشعب في نضاله اليومي من أجل الحرية والعدالة والمساواة واحترام ثوابته ومقدساته؛ ثلاث سنوات من التعرض لأعنف الحملات وأقساها وأكثرها خسة؛ ثلاث سنوات من امتحان يومي وعسير سلمتنا بعده لوحة الشرف بأن جعلتنا جريدة المغاربة الأولى للسنة الثالثة على التوالي. شكرا على ثقتك الغالية، وشكرا على وقوفك إلى جانب «المساء» عندما دارت عليها الدوائر وتنكر لها الأصدقاء قبل الأعداء. فنحن على العهد الذي عاهدناك منذ العدد الأول باقون.. ندافع عن حقك في الخبر، ونراقب أموال ضرائبك ونصرخ كلما رأينا لصا يقترب من ممتلكات الوطن. نعاهدك أن نظل أوفياء لهذه المهنة الشريفة والنبيلة مادمنا على قيد الصدور. شكرا عزيزي القارئ لأنك اخترت أن تظل وفيا ل»المساء»، رغم حملات التضليل والكذب وتلطيخ السمعة التي استهدفتنا منذ صدورنا قبل ثلاث سنوات؛ شكرا لك لأنك صدقت الحلم ووثقت بالوعد واخترت ألا تنساق وراء الكوابيس والأوهام؛ شكرا لأنك رعيت هذه الرحم الولود التي اسمها «المساء» والتي خرجت من أحشائها جريدتان يوميتان بالعربية وثالثة بالفرنسية في طور المخاض. وكم هي «المساء» سعيدة مثل أم ولود وهي ترى أبناءها الصغار الذين يحملون ملامحها يحبون أمامها ويتعلمون المشي بصعوبة في طريق مليء بالأشواك. وإذ ننتهز هذه الذكرى الغالية لتقديم الشكر إليك، عزيزي القارئ، لا يفوتنا أن نشكر أيضا جميع من يساهمون في صنع «المساء» لكي تصل بين يديك كما هي الآن.. شكرا للزملاء الصحافيين والمصورين والمراسلين والمتعاونين وكتاب الرأي؛ شكرا للمصححين الذين يتعقبون أخطاءنا كل يوم؛ شكرا للراقنات ومصممي الصفحات؛ شكرا للإداريين والموزعين؛ شكرا لعاملات النظافة ومستخدمي شركة الحراسة. فبفضل هؤلاء جميعهم تصدر «المساء» كل يوم. وعيد فطر سعيد للجميع وكل عام و«المساء» مساؤكم.