سرة والتضامن، نزهة الصقلي، مساء أول أمس، عقب نهاية حفل الفطور الذي نظم لفائدة سجينات المؤسسة السجنية عكاشة بالدار البيضاء، اللواتي يفوق عددهن ال300، حسب إحدى المسؤولات والذي لم تتجاوز مدته ساعة وبضع دقائق، أكياسا تضم لترا واحدا من الحليب، وكأسي دانون، وعلبة من الشاي، وعلبة سكر، وعلبة جبن و كيسا صغيرا من القهوة، وهي مبادرة ابتسمت لها بعض السجينات، رغم أنهن لم يفهمن الغرض منها. وصرحت نزهة الصقلي بأن اختيار الوزارة لهذه الفترة لم يكن عشوائيا بل لتزامنه مع ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، لأنسنة الفترة التي تمر بها السجينات، غير أنه لم يسمح لإحداهن بفتح قلبها، لذلك كان الصمت والدموع أبرز ما كانت تجيب به السجينات عندما يوجه إليهن سؤال حول إحساسهن بهذه المبادرة والظروف التي جعلتهن خلف أسوار عكاشة، وكان الجواب المتكرر باستمرار هو : «لا يمكنني الإجابة. كل شيء هنا ممنوع» دون إضافة أي كلمة أخرى في الموضوع سوى «الله هو من سيظهر لي حقي»، كما هو حال سجينة غالبتها الدموع. وعقب آذان المغرب تناولت السجينات الفطور إلى جانب وزيرة التنمية الاجتماعية وديوان وزارتها وزليخة نصري، مستشارة الملك محمد السادس، والفنانة فاطمة تيحيحيت، التي صرحت بأنها لاحظت تغييرا حقيقيا في سجن عكاشة، وأن مثل هذه المبادرات الخيرية تسهم إلى حد كبير في إعادة إدماج السجينات اللواتي دفعتهن ظروفهن الاجتماعية إلى هذا المكان. واعتبر مصدر جمعوي أن الهدف الحقيقي من حفل الإفطار كُسر بفعل عامل الحصار الذي كان مضروبا على السجينات، أولا بسبب الجدار الحديدي الذي كان يفصلهن عن ديوان الوزيرة وباقي المرافقين له، وأنه لم يسمح لهن ولو بالتفاعل والخروج ، في ظرف ساعة الإفطار، من القوقعة التي يعشن فيها داخل السجن لطرد جزء من الآلام النفسية التي تحملها كل واحدة منهن. وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أن السجينات في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرة التي هي ثقافية وإنسانية وترفيهية، وأنها يجب أن تعمم على كل من يعيش وضعا صعبا، مثل السجناء أيضا، بمن فيهم القاصرون. وأضافت « نحن في مجتمع يراعي الإنسانية للمواطن والمواطنات مهما كانت الظروف، ويجب على المجتمع أن يعطيهم فرصة إعادة إدماجهم بعد مغادرتهم المؤسسة السجنية». وسجل الصحافيون باستغراب الحراسة اللصيقة التي استهدفت كل من حاول أخذ تصريحات إحدى السجينات، اللواتي كانت ملامحهن عنوانا على أنهن مرغمات على الصمت وعدم مد الصحافيين بأي معطى يتعلق بهن ولا بأوضاعهن داخل المؤسسة السجنية. وأكد مدير السجن أن إدارة المؤسسة ضبطت في ظرف سنة واحدة، وهي مدة إشرافه على إدارة المؤسسة، 160 أسرة في حالة تلبس بالحشيش، وأن الموظفين فقط أصبحوا يطلبون «التعادل» مع السجناء، وأضاف أن الإدارة أكثر إدراكا لما يقع بالسجن، وعلل بقوله تعالى «إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا».