اعترف عصام الراقي متوسط ميدان الجيش بتقلص حظوظ المنتخب المغربي في التأهل إلى الأدوار النهائية لبطولة كأس العالم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا صيف سنة 2010، وذلك بعد فشله في تحقيق نتيجة الانتصار في مباراة شهدت تسيد اللاعبين المغاربة لجل أطوارها. وقال الراقي إن المنتخب المغربي بات في حاجة إلى تحقق عدد كبير من الفرضيات كي يجد نفسه في مقدمة المجموعة الأولى، وهو أمر ربات صعبا للغاية، بالنظر إلى العودة القوية للمنتخب الكمروني والإصرار الذي تبديه المنتخبات الأخرى في التمسك بكامل حظوظها إلى غاية الدورة الأخيرة. وأوضح الراقي أن اللاعبين المغاربة كانوا أكثر عزما على العودة بنتيجة الانتصار من قلب العاصمة الطوغولية لومي، وبذلوا لأجل ذلك جهودا كبيرة طوال فترات المباراة، لكن الهدف المبكر الذي تلقته مرمى الحارس نادر المياغري ساهم في تعقيد الموقف أكثر وأعطى المنتخب المنافس أسبقية مطمئنة وارتياحا نفسيا كبيرا انعكس على أداء لاعبيه. بالمقابل بعثر ذلك الهدف حسابات المدرب حسن مومن وأجبره على إجراء جملة من التعديلات على نظام اللعب بشكل مبكر، علما أنه لم يتوقف لحظة عن حثهم على ضرورة تفادي استقبال هدف خلال العشرين دقيقة الأولى، ومن ثمة فقد دعاهم إلى التماسك وعدم ترك الفرصة للمهاجمين الطوغوليين، لكن الأمور سارت عكس كل تلك التوجيهات. وأبرز الراقي أن جميع اللاعبين كانوا على قدر كبير من المسؤولية خلال تلك المباراة، حيث اختفت كل مظاهر الانقسام والتشرذم التي جرى الحديث عنها أخيرا، وظهر المنتخب قويا ومنسجما. لكن ذلك لم يسعفه في التعرف على عنوان مرمى حارس الطوغو إلا خلال الثواني الأخيرة من المباراة. معترفا بأن وقع الهدف لم يكن كبيرا على معنويات اللاعبين، الذين كانوا يتوقون للبصم على نتيجة الانتصار خلال المباراة، علما أن الجميع تعرف على نتيجة المباراة التي جمعت منتخبي الغابون والكمرون. وانطلاقا من ذلك كله فقد ابرز الراقي أن تضاؤل فرص التأهيل إلى مونديال جنوب إفريقيا لا يجب أن ينسينا ضرورة التأهل إلى بطولة أمم إفريقيا التي ستحتضنها أنغولا خلال نفس السنة. مبينا أن الكل بات مطالبا باستحضار هذه المعطيات، وعدم إضاعة أية فرصة بإمكانها بعث ولو بذرة أمل وحيدة في حظوظ المغرب في التواجد في أكبر محفل رياضي إفريقي. وفي موضوع مغاير نفى الراقي أن تكون علاقته بالمدرب والتر ماوس قد ساءت كثيرا بعد المباراة الأولى برسم الدوري المغربي الأول والتي انهزم فيها أمام الرجاء البيضاوي، مؤكدا أن المدرب تفهم الرغبة الجامحة التي اعترته في المشاركة في هذه المباراة. مضيفا أن الأهم في الوقت الحالي هو الحفاظ على تماسك المجموعة وتحقيق نتيجة الانتصار في المباراة التي ستجمع الفريق العسكري بالمغرب التطواني اليوم السبت، والتي بمقدورها إعادة الدفء للبيت الداخلي لفريق الجيش الملكي. موضحا أن جميع اللاعبين أدركوا منذ الوهلة الأولى للمعسكر الإعدادي الذي دخله الفريق تحضيرا للموسم المقبل بأن الحصول على مكانة رسمية داخل التشكيلة الأساسية يتطلب بذل أكبر الجهود سواء خلال التدريبات اليومية أو خلال المباريات، ومن ثمة فقد رأى أنه من الطبيعي أن يجلس لاعب أو اثنين ضمن مقاعد البدلاء. وتمنى الراقي أن يفطن المسؤولون عن كرة القدم المغربية إلى أهمية برمجة المباريات ليلا خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن تطوير مستوى كرة القدم المغربية يتطلب توفير الشروط الضرورية، وفي مقدمتها عدم برمجة المباريات نهارا، على الأقل في الملاعب التي تتوفر على أضواء كاشفة. مبينا أن اللاعب يبذل مجهودات مضاعفة، لكن دون أن يقدم الأداء الذي يرقى إلى المستوى الذي يتطلع إليه الجمهور.