توصلت «المساء» إلى معطيات نادرة ارتبطت بالتداعيات المثيرة التي خلفها حادث نشر أسبوعية «لوجونال»، قبل 8 سنوات، لرسالة منسوبة إلى زعيم الاختيار الثوري محمد الفقيه البصري حول فرضية تورط قياديين من الاتحاد الاشتراكي في الانقلاب الفاشل الذي قاده الجنرال محمد أوفقير ضد نظام الحسن الثاني في عام 1972. وفي هذا السياق، كشف مصدر مطلع أن مسؤولين كبارا في الدولة، بينهم فؤاد عالي الهمة وحميدو لعنيكري وأندري أزولاي، لجؤوا إلى حميد برادة، الصحافي المغربي بمجلة «جون أفريك»، للاستعانة به في تطويق تداعيات رسالة الفقيه البصري خاصة بعد أن اتخذت هذه القضية أبعادا كبرى عندما منع عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول لحكومة التناوب حينها، 3 صحف (لوجورنال والصحيفة ودومان) دفعة واحدة على خلفية نشرها لهذه الرسالة. والتقى هؤلاء المسؤولون حميد برادة في جلسة احتضنها منزل واحد منهم بالرباط واقترحوا عليه أن تستضيفه القناة الثانية في «برنامج تلفزي خاص» يديره عمر سليم للرد على أسبوعية «لوجورنال» حول حادث نشرها لرسالة الفقيه البصري، غير أن برادة طلب مقابل ذلك أن يكون ضمن المدعوين إلى هذا البرنامج ضيف يمثل الصحف الثلاث الممنوعة لتكون هذه الحلقة التلفزية أكثر مهنية وحرفية، لكن حميدو لعنيكري ومن معه عارضوا بقوة هذا الطلب دون إعطاء مبررات مقنعة، حينها اقترح برادة إسما آخر، هو رضا بنشمسي، مدير نشر مجلة «تيل كيل» ليمثل وجهة نظر الصحف الممنوعة بحكم خيط الصداقة الذي يجمع الإثنين منذ أن توسط له للاشتغال في مجلة «جون أفريك». وذكر مصدرنا أن لعنيكري ومن معه رحبوا بهذا الاقتراح ولم يبد أي واحد منهم اعتراضه على بنشمسي. وانتقل معد البرنامج وضيوفه (عمر سليم وحميد برادة ورضا بنشمسي) إلى فيلا بعين الذياب بالدار البيضاء للشروع في تحضير فقرات البرنامج والكيفية التي سيدار بها وتقسيم الأدوار في ما بينهم. وفي الوقت الذي قطعت فيه عملية التهييء أشواطا مهمة، فاجأ رضا بنشمسي حميد برادة بقرار غير متوقع قائلا «أنا قررت الانسحاب من هذا البرنامج»، وعندما سأله برادة عن السبب، رد بالقول «إني لا أقوى على مواجهة أصحاب «لوجورنال»، في حين أنت قادر على مواجهتهم، لأنك تجر خلفك تاريخا طويلا من السياسة والصحافة». ووجد برادة نفسه في مأزق حقيقي، لأن انسحاب بنشمسي جاء في وقت ضيق لا يسمح بتعويضه بشخص آخر. وعندما أذيعت حلقة البرنامج على أمواج القناة الثانية بضيف آخر رفقة برادة هو الصحافي جمال براوي، اتصل حميدو لعنيكري بحميد برادة وأخبره أنه هو من حذف مقطعا من البرنامج حول الأمير مولاي هشام لأسباب مرتبطة بالمصلحة العليا للبلد. وهو المقطع الذي قال فيه براده «إنه غير متفق مع الأمير مولاي هشام في الحملة الإعلامية التي يقودها ضد ابن عمه الملك محمد السادس». وبعد مدة من اتصال لعنيكري، توصل برادة بمكالمة هاتفية في وقت متأخر من الليل، من نور الدين الصايل، الذي كان يشغل حينها مهمة المدير العام للقناة الثانية ليهنئه على «مروره الناجح» في البرنامج. وفات الصايل أن يعرف أن لعنيكري اتصل ببرادة وأخبره بحادث حذف الفقرة الخاصة بالأمير مولاي هشام من البرنامج، ففاجأه برادة مازحا «لكن لماذا حذفتم الفقرة الخاصة بالأمير»، فرد الصايل «لست أنا»، ومن إذن لعنيكري؟ يتساءل برادة، ليجيبه الصايل باللغة الفرنسية «نعم، إنه الباطرون الفعلي للقناة».