أفضى تنسيق أمني، شاركت فيه الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إلى تفكيك شبكة مسلحة وصفت ب«الإجرامية» بالناظور، أول أمس الإثنين. واعتمدت اللجنة الأمنية المختلطة التي قامت بمتابعة الملف على إفادات جزار بالناظور كان قد تعرض لمحاولة اغتيال بطلقات نارية في 17 غشت الماضي. وأثار حادث إطلاق الرصاص في شارع الجيش الملكي بالناظور حالة من الذعر والهلع وسط الساكنة. وتسرب نبأ يفيد بأن لصوصا حاولوا أن يستولوا على كيس به مبلغ مالي كبير كان بحوزة هذا الجزار، قبل أن تقود التحريات إلى أن طلقات الرصاص نفذتها عصابة إجرامية بتقنيات عالية ووسائل لوجستيكية متطورة. وأوضح بلاغ صادر عن الإدارة العامة للأمن الوطني التي أعلنت خبر تفكيك الشبكة أنها تضم 11 فردا، ضمنهم امرأتان. وكان وسط مدينة الناظور وضواحيها قد شهد عددا من المداهمات، يوم الأحد الماضي، أسفرت عن اعتقال جل أفراد الشبكة التي تخصصت في القيام باعتداءات على أثرياء المنطقة والسطو على أموالهم، وذلك إلى جانب نشاطاتها في مجال ترويج المخدرات. وضبطت بحوزة هذه الشبكة أسلحة بيضاء، إلى جانب بندقية صيد وخراطيش وسيارتين ومجموعة من الهواتف النقالة. وإلى جانب الإمكانيات المادية ل«العمل»، فإن الشبكة نجحت في توظيف «الفتيات» من أجل الإيقاع بالضحايا. واستعار أفراد هذه العصابة أساليب المافيات في تنفيذ اعتداء ليلة الاثنين 17 غشت الماضي، فقد عمدوا إلى ارتداء أقنعة مخافة أن تظهر ملامح وجوههم أثناء تنفيذ العملية بعدما هبطوا بسرعة فائقة من على سيارة مرسيدس 250 كانت تحمل لوحة ترقيم أجنبية. واستعملوا، إلى جانب السيوف والرصاص، الغاز المسيل للدموع، ونفذوا هجومهم على الجزار «عبد الرحيم. و» الذي ظلت خطواته مرصودة من قبل الشبكة، وأصابوه بجروح بليغة، قبل أن يسقط أرضا ويتخلى عن كيس به ما يفوق 30 مليون سنتيم. ولاذت عناصر هذه الشبكة بالفرار قبل أن يصل الخبر إلى إدارة الأمن الإقليمية، فيما فتحت فرقة مكافحة العصابات ملف هذه الشبكة، وطلبت «مؤازرة» أجهزة أمنية أخرى لوضع اليد على عناصر هذه الخلية التي تؤشر على وجود تطور في عمل العصابات الإجرامية بالمغرب.