بعد مفاوضات عسيرة تمكن 16 عضوا بالمجلس الإقليمي لتيزنيت من التوقيع على ميثاق جماعي للشرف بهدف تأمين الأغلبية المطلقة داخل المجلس خلال السنوات الست المقبلة. وحسب المعطيات المتوفرة «المساء» من مصادر مطلعة، فإن التحالف المكون من خمسة أحزاب وعدد من اللامنتمين، كان في لحظات عديدة مهددا بالزوال بعد نشوب خلاف بين عدد من الأعضاء حول نيابات الرئيس الثلاثة وبقية المناصب المشكلة للمجلس، حيث تمسك البعض ممن انتخب بالمجلس لمرات عديدة بمنصب نيابة الرئيس، فيما تحكمت الحسابات الدقيقة الأخيرة في عملية الاتفاق، علاوة على حرص مدبري عملية التفاوض على إرضاء جميع الحساسيات المعنية، بعيدا عن التأثيرات السلبية للعملية على التحالفات القائمة بالمجالس المنتخبة بالإقليم. وبموجب الاتفاق الموقع أول أمس الثلاثاء بين كل من مستشاري التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والاستقلال والأصالة والمعاصرة وعدد من اللامنتمين، فإن أعضاء التحالف الجديد يلتزمون بعدم الخضوع لأي مجموعة ضغط فئوية أو خاصة تهدف – حسب تعبيرهم- إلى التأثير على أداء المهام المنوطة بهم بتجرد ونزاهة، كما اتفقوا على اعتماد مقاربة تدبيرية لشؤون المجلس الإقليمي ترتكز على اعتماد المقاربة التشاركية كمنهجية للتدبير، ومحاربة جميع أنواع الفساد الإداري والمالي والوقوف بحزم ضد استغلال النفوذ وتبديد المال العام، بالإضافة إلى مناهضة كل سلوك يغلب المصالح الخاصة على المصلحة العامة، ونبذ كل أشكال التعسف والتمييز والزبونية، واعتماد الشفافية والوضوح والمحاسبة، عبر إحداث نشرة خاصة بالمجلس الإقليمي تنشر فيها كل المشاريع المبرمجة والميزانيات والصفقات وتوزع بمجموع تراب الإقليم. كما التزمت الأطراف الموقعة على الميثاق المشترك بتفعيل عضوية الكفاءات والفعاليات البرلمانية التي يتضمنها المجلس، والذين يمكنهم موقعهم البرلماني من تحسين الأداء، زيادة على الالتزام بالتسيير الجماعي من خلال استثمار الهياكل التنظيمية المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل، والتحلي بروح التضامن بين سائر الأعضاء الموقعين، واعتماد الشفافية فيما بينهم، إضافة إلى إرساء منهج التواصل المستمر والفعال بينهم، وتكريس الاحترام المتبادل بين جميع الأعضاء، وتفادي السلوكات التي تمس بسمعة التحالف ومكوناته. وأكد المجتمعون على أن الاتفاق يهدف أيضا إلى «قطع الطريق على المتربصين بهذه المؤسسة لأجل توظيفها لقضاء أغراض بعيدة عن انتظارات الساكنة، زيادة على الاستعداد لوضع مخطط استراتيجي لتنمية الإقليم في شتى المجالات، والسعي لدى جميع الأطراف الجهوية والوطنية والدولية للبحث عن صيغ لتمويل المخطط الاستراتيجي بناء على أولويات واضحة وموضوعية». يذكر أن النتائج المعلنة بالمجلس الإقليمي لتيزنيت أسفرت عن فوز التجمع الوطني للأحرار بثلاثة مقاعد، وعضوية مقعدين لكل من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، ولائحة غير منتمية محسوبة على منتخبي تافراوت، فيما عاد مقعد واحد لكل من العدالة والتنمية والاستقلال والأصالة والمعاصرة، كما أسفرت الانتخابات المهنية الأخيرة عن فوز حزب التقدم والاشتراكية بعضوية إضافية لثلاثة من مستشاريه باسم غرفة الفلاحة والتجارة والصناعة، والصناعة التقليدية، وعضوية واحدة عن غرفة الصيد لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة.