انتهت عملية الفرز الخاصة بانتخاب أعضاء المجلس الإقليمي للجديدة في ساعة متأخرة من ليلة أمس، وأشرف على العملية رئيس المحكمة الابتدائية بالجديدة بصفته رئيس اللجنة رفقة رئيس الشؤون العامة بالعمالة، وأعلنت النتائج عبر شاشة عملاقة بقاعة الاجتماع بمقر العمالة، والتي جاءت كالتالي حزب الأصالة والمعاصرة ستة مقاعد، حزب الاتحاد الاشتراكي خمسة مقاعد، حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار ثلاثة مقاعد لكل منهما، والحزب الاشتراكي الموحد وجبهة القوى الديمقراطية واللامنتمون كان نصيب كل واحد منها مقعدان وبذلك عرفت النتائج مفاجآت كبيرة كان من أهمها أفول نجم الحزب العتيق الاستقلال الذي حصل لأول مرة في انتخابات الإقليم على أقل نسبة من الأصوات، وبالتالي على رتبة غير متوقعة بحكم أنه كان الأول على رأس الجماعات القروية حين حاز على 160 مقعدا انتخابيا خلال الاستحقاق الجماعي الأخير. وإذا أضفنا عضوية بن ربيعة الممثل بالمجلس الإقليمي بواسطة تمثيلية الغرف، فإن حظوظ الحزب في الحفاظ على منصب رئاسة المجلس الإقليمي تبقى جد ضئيلة، وبالنظر كذلك إلى عامل آخر برز مباشرة بعد إعلان النتائج يتمثل في بعض المنشقين عن الأصالة والمعاصرة الذين تقدموا بلائحة حزب الزيتونة وحازوا على مقعدين سرعان ما عادوا إلى حزبهم ولم يتأخروا في الإعلان من جديد عن انضمامهم ومساندتهم لوكيل لائحة الأصالة والمعاصرة محمد زاهيدي الحائز على أكبر نسبة من المقاعد تخول له التنافس على منصب الرئاسة من خلال أغلبية مريحة، سينضاف إليها بدون شك الاتحاد الاشتراكي الحائز على خمسة مقاعد بعد أن تمكن وكيل اللائحة علي القاسمي، رئيس جماعة القواسم وامحمد الزهراوي، رئيس جماعة أحد أولاد افرج من تحصين المقاعد الاشتراكية بهاتين الجماعتين المهمتين وببقية الجماعات الأخرى حيث التزم معظم الأعضاء الاشتراكيين بالتصويت للائحة حزبهم وبذلك استرجع الاتحاد الاشتراكي جزءا من مكتسباته بالإقليم. ومن المنتظر أن تلعب التحالفات الأخيرة التي برزت أثناء انتخابات البلديات والغرف دورا محوريا سيفرض السير على نفس التوافقات بانضمام لائحة وكيل حزب الأحرار عبد الرحمان كامل إلى الأصالة والمعاصرة ليصبح العدد المرتقب لهذه الأغلبية المريحة ستة عشر عضوا تفوق الأغلبية المطلقة، على اعتبار أن عدد مقاعد انتخابات المجلس الإقليمي هو ثلاثة وعشرون مقعدا تنضاف إليها أربعة مقاعد انتخبت سابقا عبر تمثيلية الغرف المهنية لتصبح سبعة وعشرين مقعدا هي المخولة لانتخاب المجلس. وحول النتيجة غير المنتظرة التي حققها حزب الاستقلال في انتخابات المجلس الإقليمي للجديدة والتي لا توازي عدد الأعضاء الحائزين على المناصب بألوان الحزب خلال الاستحقاق الجماعي الأخير خاصة وأن نسبة المشاركة حاليا كانت 99%، علق الاستقلالي رئيس المجلس الإقليمي السابق محمد أبو الفرج بأن هذه الحالة كانت تطرح في السابق لدى جل الأحزاب باستثناء حزب الاستقلال، وإذا تعرضنا حاليا إلى نفس الداء فمعنى ذلك أننا سنقيم الوضع بشكل جدي وسنحاسب ذواتنا بالطرق التي تفرضها مقررات الحزب، وأعرب أبو الفرج أنه لم يفاجأ بالنتائج بالنظر إلى الطريقة التي واكبت هذه الحملات، وأضاف أن ما أفرزته هو نتائج مرحلية مرتبطة بأجواء ما قبل وأثناء وبعد الاستحقاق الجماعي الأخير والنتائج التي أعقبته، وحول اندحار حزب الاستقلال من خلال النتائج وبالتالي إبعاده عن رئاسة البلدية والغرفة وفي أفق المجلس الإقليمي، رد أبو الفرج أن هذه هي سنة الحياة ولا بد في المعارك من غالب ومغلوب ودوام الحال من المحال، والمجلس الإقليمي الذي رأس ولايته التي نودعها، يضيف أبو الفرج، حقق مكاسب كثيرةومن أبرزها الحضور القوي على كل الواجهات ومنها اللجن المقررة في شؤون الإقليم اجتماعيا واقتصاديا. وستدعو السلطات إلى اجتماع بمقر العمالة لانتخاب رئيس ومكتب جديدين للمجلس الإقليمي خلال ولاية الخمس سنوات القادمة.