توقعت مصادر من المعارضة بمجلس مدينة الرباط أن تعرف جلسة اليوم من دورة الصيف «نقاشا حادا» بين الأغلبية والمعارضة، على خلفية تزايد «الاستقطابات» بين الطرفين استعدادا لانتخابات مجلس عمالة الرباط، والحديث عن إمكانية حدوث مفاجآت ورغبة مستشارين من الطرفين في الانتقال إلى الطرف الآخر. وينتظر أن يدرس المجلس في دورة اليوم النقطتين المدرجتين على جدول أعمال دورة الصيف، المتعلقتين بمنح التنشيط والتدبير المحلي بالمقاطعات التابعة للمجلس، وكذا توزيع مبلغ المليون درهم في إطار المبادرة المحلية للتنمية البشرية والمخصص لتسيير بعض المراكز الاجتماعية، بالإضافة إلى النقط المتعلقة بتمثيلية المجلس داخل شركة «باركين» الرباط ومحطة القامرة وتمثيليته بالمجلس الإداري لمستشفى ابن سينا. وبعد أن أشارت مصادر «المساء» إلى أن تحالف الأغلبية «عجز» سابقا عن تشكيل حتى النصاب القانوني لاستئناف الدورة التي تأجلت مرتين لحد الآن، أكدت «أن التسابق في الانتخابات المتعلقة بمجلس عمالة الرباط سيؤثر كذلك على استئناف هذه الدورة، متهمة الأغلبية بأنها في حالة ارتباك بعدما تأكد لها أن أصواتا عدة ستصوت لفائدة المعارضة، مما يعني عدم تمكن تحالف الأغلبية من الوفاء بوعده بخصوص ترشح لحسن الداودي رئيسا لمجلس العمالة، بحسب «الصفقة» التي أوصلت ولعلو إلى العمودية». وكان مجلس العاصمة أجل مرتين دراسة النقاط المعروضة على دورة الصيف، حيث قامت المعارضة في المرة الأولى بالانسحاب من الجلسة متهمة الأغلبية ب«خرق» مساطر استدعاء المستشارين واستعمال «السب والقذف» في حق بعض أطراف المعارضة، وهو ما نفاه تحالف الأغلبية في بيان له، بينما تم تأجيل استئناف الدورة للمرة الثانية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني الذي يبلغ 44 مستشارا من أصل 86. واعتبر عبد السلام بلاجي، المستشار عن حزب العدالة والتنمية، أن لا تأثير لانتخابات مجلس العمالة على انعقاد مجلس مدينة الرباط من جديد للبت في النقطتين العالقتين، مشيرا إلى أن الشد والجذب الذي تمارسه المعارضة والمناوشات التي قامت بها سواء في الجلسة الأولى أو الثانية، هو شيء طبيعي وسيستمر إلى ما بين 6 أشهر وسنة، قبل أن تنخرط في التصويت على ما يهم قضايا المواطنين، يقول بلاجي، الذي أضاف أن عددا من مستشاري المعارضة لا يعلنونها صراحة لكن عند التصويت سيصوتون مع الأغلبية حفاظا على مصالح المواطنين. وحول الاستعداد لانتخابات مجلس عمالة الرباط، اعتبر بلاجي في تصريحه ل«المساء» أنها تسير بشكل طبيعي، وأن التحالف منسجم من أجل تحقيق نتائج جيدة، قبل أن يستدرك بالقول؛ “صحيح أن هناك مستشارين لهم طموحات شخصية وعدم انضباط حزبي، لكن الأمور تبقى في حدود التعبير عن تلك الرغبات صراحة من طرف هؤلاء دون أن تتخذ المسألة أبعادا أكثر من ذلك”، في إشارة إلى عدم انتقال بعض مستشاري ما تسمى «مجموعة الجماني»، إلى تحالف المعارضة.