تتجه العلاقات المغربية البلجيكية إلى مزيد من التحسن بعد الاضطراب الذي شابها على خلفية اعتقال خلية بليرج قبل عام ونصف تقريبا والتفاصيل المتضاربة التي فجرتها قضيته، والتي حكم عليه فيها بالمؤبد نهاية شهر يوليوز الأخير. فقد ذكرت وسائل إعلام بلجيكية مؤخرا أن وزير الخارجية البلجيكي إيف لوتيرم، مصحوبا بولي العهد الأمير فيليب سيزور الرباط خلال الأسابيع القادمة، وفي مقدمة الملفات التي سيناقشها الطرفان قضية التنسيق الأمني وسبل تطويره، إلى جانب موضوع التدريبات العسكرية المشتركة الذي أثارته الصحافة البلجيكية خلال الأيام القليلة الماضية. وتترقب الأوساط البلجيكية الرد النهائي لوزير الدفاع بيتر دوكريم على مقترح كان عمدة مدينة اتيرت والنائب في البرلمان الفدرالي البلجيكي «جوزي أرينز» قد تقدم به بخصوص نقل التداريب العسكرية الجوية للجيش البلجيكي إلى المغرب وتحمل التكلفة المالية التي يتطلبها ذلك، لفتح المجال أمام المناطق الأربع «أتير» و«هاباي» و«إيطال» و«تانتيني» الواقعة جنوب إمارة الليكسمبورغ لإنجاز مشاريع اقتصادية مهمة ستستفيد منها بعد قرار وزير الدفاع وقف التدريب على الطيران بها. يأتي ذلك وسط استعداد الحكومة البلجيكية لتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي مع بداية السنة القادمة، وهو ما سيحاول المغرب الاستفادة منه لتحقيق مكاسب جديدة ضمن إطار الوضع المتقدم الذي يتمتع به في علاقته مع الاتحاد. وقد شهدت الشهور الأخيرة تنسيقا متناميا بين أجهزة أمن البلدين شهدت مدينة الحسيمة آخر حلقاته قبل أيام قليلة عندما نجح الأمن المغربي في إلقاء القبض على مواطن مغربي (متهم بارتكاب جرائم عنف) فر من سجن بلجيكي بطريقة هوليودية أثارت جدلا في بلجيكا. وتمكن المواطن في شهر يوليوز الأخير من الفرار بعد أن نجح مساعدوه في توفير مروحية سياحية صغيرة أجبر ربانها على الهبوط في فناء السجن وتهريب 3 معتقلين على متنها. وبعد أن ألقي القبض على المتعاونين معه، نجحت سلطات الأمن المغربي في القبض عليه بمدينة الحسيمة بداية الشهر الجاري. وأثار نبأ القبض عليه ارتياحا كبيرا داخل الأوساط السياسية البلجيكية التي عبر بعض رموزها عن سعادتهم بالتعاون بين البلدين.