الشماخ سكنه حلم الأرسنال.. ملك عليه ثوانيه، حوله إلى عاشق فريد في عالم الكرة.. «لا أستطيع النوم بسبب حلمي باللعب للأرسنال»، هكذا كان الهداف يختصر حلمه للصحافة العالمية.. فقد قرر الرحيل إلى مدينة الضباب حيث الحلم يمكن أن يتشكل على أكثر من نحو.. وحتى وهو يسجل هدفه الأول في الدوري الفرنسي ليساهم في رباعية جميلة لبوردو، كان الشماخ يلعب بذهن شارد.. يفكر في الدوري الإنجليزي، عقل في لندن وقلب في بوردو.. ووحده لوران بلان من يملك الحل لخيوط عنكبوتية.. فالمدرب يعرف قيمة الشماخ.. يعلم أنه حمل بوردو بعد غياب السنين لمعانقة الدرع الفرنسي.. ولكن أليس من حق اللاعب أن يبحث عن فضاء آخر.. عن فريق جديد في دوري ممتاز يسرق العيون؟ لقد وضع فريق بوردو شروطا تعجيزية للاحتفاظ باللاعب، وهو مادفع الأرسنال للانسحاب.. وفي الجانب الآخر تقف أندية أخرى تطلب وده.. ولكن الشماخ ليس للبيع.. ولا أعتقد أن أمر انتقاله إلى ناد آخر ستطول كثيرا.. فقبله تخلت أندية كبيرة عن نجومها.. تركت لهم فرصة أخرى للتألق.. قبل سنوات من الآن، كان من المستحيل الحديث عن خبر انتقال رونالدو إلى الريال.. بل مجرد تصوره.. كان من الضروري أن نصاب بمس جنون لكي نحلم، مجرد حلم، أن السير فيرغسون يمكن أن يتخلى عن كريستيانو رونالدو، الدجاجة التي تبيض ذهبا في المانشستر.. واليوم انتقل اللاعب البرتغالي إلى الريال وكأن الحكاية لم تكن سوى لحظة للعناد.. وفي تطوان، لازال فريق المغرب التطواني يصادر أحلام الحارس الشادلي.. فقد فضل اللاعب أن يغير الأجواء.. أن يعود إلى عشه العائلي.. ازدادت مسؤوليات الرجل بعد وفاة الوالد.. وآن له أن يختم مساره الرياضي قريبا من العائلة.. ومن حقه ذلك.. فقد انتهى العقد الذي يربطه بفريق الحمامة البيضاء، ولست أدري كيف مانع الفريق فكرة الرحيل.. فهل تحول اللاعب في قوانين الكرة إلى بضاعة تستحق البيع كما تستحق التخزين وفق متطلبات السوق؟ وكيف نكبل اللاعب بأصفاد حاجة الفريق إلى خدماته؟ ولماذا يضطر لاعب في نهاية مساره الرياضي أن يستجدي عطف الآخرين؟ أسئلة أشبه بالمطارق، والجامعة وحدها مكلفة بفك لغز قضية تعنت الأندية.. بسحب ورقة دسها قانون الكرة في مستندات المسيرين حولت بعضهم إلى سجانين للأسف الشديد.. ولكنني لا أعتقد أن مسيرا من حجم أبرون سيجهض أحلام لاعب احتضنته تطوان يوما كواحد من أبنائها.. وبادلها الحب والعطاء... هل يلتحق الشماخ بأحد الفرق الإنجليزية؟ يمضي السؤال محملا بحلم الشماخ ورفض بوردو.. ولكن إنجلترا لازالت تنتظر بشغف قدوم هذا الساحر المغربي الذي أصبح من حقه أن يلعب في دوري آخر أكثر إثارة.. وري يكون فيه الحلم بألقاب عالمية أمرا ممكنا..