أدت انشغالات مسيري بعض الأندية الوطنية بعطلهم الصيفية أو همومهم بعقد الجموع العامة، إلى تضييع الفرصة على فئة من اللاعبين شملهم الإبعاد، في الحسم في مصير مستقبلهم الكروي بعد الإقرار بوضعهم ضمن قوائم الانتقالات والاستغناء عن خدماتهم لدواع متعددة، والتي غالبا ما تنبثق من اعتبارات تأديبية وتصدر من رؤساء الفرق كرد فعل لتصرفات طائشة أو فعلا سيئة، صدرت من هؤلاء اللاعبين في فترة معينة، وهي انفعالات كان لصداها الوقع الكبير في وضع العديد من اللاعبين خارج مفكرة أنديتهم. ويعاني هؤلاء العناصر من عدم وجود مخاطب ينهي مساعيهم في الارتباط بأندية تجلي عنهم الغموض الذي يلازم مستقبلهم، خاصة وأن معظم الأندية الوطنية قطعت أشواطا مهمة في الإعداد للموسم القادم، كما أن معظم مدربي هذه الفرق حسموا بشكل شبه نهائي في قوائم أنديتهم، وكلها إكراهات تشكل مخاوف لهؤلاء اللاعبين من فشل بلوغهم الوجهة التي يفضلون الارتباط معها وتخلق لدى غالبيتهم عقدا أزمت أوضاعهم. ويستغل مسيرو هذه الأندية في أحيان كثيرة، قوة السلطة الجائرة التي تخولها لهم بنود القوانين العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في تجريد المستغنى عنهم من حريتهم في الانتقال لوجهة تؤمن دخلهم ما دام أن مصدر عيشهم مرتبط بشكل مباشر بنشاطهم الكروي، إذ غالبا ما تكشف مفاوضات مسيري هذه الأندية في شأن تسريح المستغنى عنهم تناقضات تندرج في المطالبة بصفقات مبالغ فيها وأحيانا وضع عراقيل في طريق هذه المفاوضات رغم أن اللاعبين موضوع الصفقة تم الاستغناء عنهم وأبعدوا من قوائم الأندية. وهناك بعض الأدبيات كان من المفروض أن يلتزم مسيرو الأندية بضوابطها دون التفكير في إصدار انطباعات معادية، وقد أعطى في شأنها مسيرو أولمبيك خريبكة طابعا مثاليا حينما دعا مسؤولوه جل العناصر التي شملها الاستغناء لأسباب تأديبية إلى الإسراع في تقديم البديل مثل ما وقع مع إبراهيم لارغو المنتقل إلى الدفاع الحسني الجديدي والتريكي الذي أنهى مفاوضاته بنجاح مع مسؤولي الفتح، وذلك بتنسيق مع مسيري الأولمبيك، بينما رحب هؤلاء بكل عرض يقدم في شأن انتقال عبد الصمد وراد وأمزيل والحارس حمزة بودلال بعدما تم تراجعهم على إيقاف المدافع العلوي المدغري. وفي الصدد ذاته، حرم مسيرو الوداد بعض لاعبي الفريق المستغنى عنهم من إتمام ترتيبات انضمامهم لبعض الأندية الوطنية، والالتحاق بالمعسكرات التدريبية حتى لا تضيع الفرصة من أمامهم، وذلك بعد تأخر مسؤولي الفريق الأحمر في تشكيل لجنة خاصة للنظر في العروض التي قدمت في هذا الصدد، وهو ما ضيع على مجموعة من اللاعبين الدخول مبكرا في البرنامج الإعدادي لناديه الجديد. وفي السياق نفسه، وجد نادي الرجاء راحته في تسريح لاعبيه المستغنى عنهم صوب وجهة وداد فاس، حيث تم انتقال الطاهر الدغمي والحارس أمين البورقادي على سبيل الإعارة كما تقدم مسؤولو الفريق الأخضر باقتراح في شأن انتقال ياسين الرمش لصفوف الصاعد الجديد، بينما ما زال الغموض يلازم مصير الجوهري وسامي تاج الدين كما أن هؤلاء المسيرين تراجعوا عن فكرة الاستغناء عن مراد عيني بعدما كان ضمن قائمة الانتقالات. وهناك أندية وطنية أخرى وضعت بعض لاعبيها ضمن قائمة المستغنى عنهم، لكن مسيريها يصرون على ضرورة التفاوض في شأن انتقالهم والمطالبة بمبالغ مقابل ذلك، مثل الدفاع الحسني الجديدي الذي استغنى عن بورجي والمغرب الفاسي الذي أنهى ارتباطه باللاعب جبيل وآخرين والمغرب التطواني الذي وضع اليوسفي ولمرابط والحارس مصطفى الشادلي ضمن لائحة الانتقالات، كما أن مسيريه تراجعوا عن فكرة عقوبة الإيقاف التي صدرت في حق لمباركي. وتأخر مسؤولو الكوكب المراكشي في الكشف عن قائمة المستغنى عنهم بعد الصعوبات التي واجهت مسيريه في التعاقد مع مدرب جديد قبل الارتباط بفتحي جمال الذي سيجد صعوبات كبيرة في الحسم في هذا الموضوع خاصة وأن الكوكب يسعى من وراء ذلك إلى تنقية الأجواء بعد المشاكل التي تعرض لها الفريق والتي تداولت حولها قصاصات بخصوص سلوكات بعض اللاعبين، كما أن من شأن تأخير الحسم في هذا الإجراء أن يضع هؤلاء العناصر في موقع حرج بالنظر لضيق الوقت في إيجاد البديل.