يثير القرار الذي أصدره علي الفاسي الفهري رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بخصوص العفو عن فئة معينة من لاعبي أندية الصفوة بقسميها الأول والثاني، وفق إفادة مصدر مطلع، جدلا واسعا في الأجواء العامة للبطولة الوطنية التي انطلقت قبل أسبوع، حيث اعتبره بعض مسيري الفرق الوطنية تراجعا في دمقرطة ومصداقية الجامعة، بدعوى أن القرار جاء انفراديا من رئيس الجامعة دون الخضوع لضوابط إصدار أحكام من هذا النوع. وأوضح المصدرذاته، أن تاريخ كرة القدم الوطنية لم يشهد إصدار قرار عفو مثيل لطبيعة بلاغ الفهري الصادر بصدد ذلك، مبرزا أن كل الوجوه التي ترأست الجامعة كانت تحرص وبشدة على إضفاء الشرعية على قرارات العفو، وذلك بتفويض المصادقة على صيغها إلى فعاليات الجموع العامة للجامعة، حتى تحظى بالإجماع وتشمل كل الموقوفين دون تمييز أو خلفيات. ولم يستبعد المصدر المطلع، حدوث مفاجآت بخصوص امتعاض بعض الأندية من طبيعة العفو الذي لم يشمل لاعبي أندية دوري الهواة، خاصة مع وجود ثغرات في مضامين العفو، إذ أفرزت أولى مباريات الدوري الجديد، تضرر بعض الفرق من خصوصيات القرار، مثل ما وقع للنادي القنيطري الذي من المنتظر أن يتعرض لعقوبة خصم نقطة من رصيده، بعد إشراكه في المباراة التي جمعته بمستضيفه جمعية سلا، اللاعب يونس الأندلسي الذي استقدمه الفريق القنيطري بداية الموسم من فريق عمل بلقصيري المنتمي لأندية الهواة، وبحوزته عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة بعد جمعه لأربعة إنذارات في الموسم المنصرم، بما أن العفو همش لاعبي دوري الهواة لاعتبارات مجهولة. وشكك المصدر المطلع، في أن يكون قرار العفو مقصودا يعني أندية معينة تحظى بتمثيلية وازنة في قائمة المكتب الجامعي، وكانت برأي المتحدث، بحاجة ماسة إلى مثل هذا الإجراء للتخلص من عقوبات الإيقاف التي تعرض لها بعض لاعبيها في نهاية الموسم المنصرم، وإشراك هؤلاء في أولى دورات الدوري الكروي الجديد، مبرزا أنه لا معنى لإعفاء فقط اللاعبين الحاصلين على عقوبة الإيقاف لأقل من أربع مباريات فقط، دون أن يشمل القرار باقي الموقوفين ما دام أن الأمر يتعلق بالعفو وأن العقوبات الصادرة في حقهم ليست بجرائم. وكشف المتحدث، أن فرقا معينة استفادت كثيرا من الحكم الذي أصدره الفهري، مثل، برأيه، الفتح الذي مكنه القرار من إشراك ثلاثة لاعبين معرضين لعقوبات مختلفة، شملهم الإعفاء وهم المدافع الأيمن بوخريص الموقوف لثلاث مباريات بعد حصوله في نهاية الموسم المنصرم على 12 إنذارا، والمدافع الأيمن عبد الإله أومنصور ولاعب وسط الميدان السويدي الموقوفين لمباراتين، وجمعية سلا الذي تخلص لاعباه لحسن أوشلا واللاعب السعيدي القادم من اتحاد طنجة، من عقوبات الإيقاف، وأولمبيك أسفي الذي استغل العفو في إشراك اللاعب نبيل كوعلاص الموقوف لثلاث مباريات مع فريقه الأصلي شباب هوارة في الموسم الماضي قبل انتقاله إلى الأولمبيك. ويذكر أن الفهري أصدر بلاغا أياما قليلة على انطلاق الدوري الكروي الجديد، يشعر من خلال مضامينه العفو على كل لاعبي أندية الصفوة بقسميها الأول والثاني، الحاصلين في دوري الصفوة لموسم 2008 _ 2009 على عقوبة أربعة لقاءات وما أقل، وذلك دون أن يعرض القرار على الأقل على أعضاء مكتبه الجامعي للتباحث في شأنه والمصادقة على مضامينه، رغم أن طبيعة إصدار مثل هذه الأحكام تستدعي تقديم ملتمس إلى فعاليات الجمع العام للجامعة لإضفاء الشرعية على القرار.