تحول الدم إلى سلعة نادرة وباهظة الثمن بمستشفى الأطفال ابن سينا بالرباط، حيث يتعين على الآباء دفع مبلغ 720 درهما وتقديم طلب في الموضوع مع انتظار الموافقة عليه من أجل الاستفادة من أكياس الدم التي يتم جمعها مجانا من المتبرعين. الحصول على الدم كان مجانيا قبل سنة 2008، وهي نفس السنة التي عرفت فرض رسم مقابل الاستفادة بقرار أثار الكثير من الاحتجاجات، سواء من طرف بعض النقابات التي راسلت وزارة الصحة في الموضوع، أو من طرف بعض المواطنين الذين فوجئوا بأن كيس الدم سيكلفهم نصف راتبهم الشهري، ليتم التراجع عنه مؤقتا قبل أن تعمد إدارة المستشفى من جديد إلى تعميم مذكرة تفرض على جميع المستخدمين الالتزام بضرورة استخلاص مبلغ 720 درهما من أي مواطن، قبل استلام طلبه الذي سيخضع للبحث قبل إصدار قرار بالموافقة أو الرفض. عدد من المواطنين الذين يرغبون في إجراء عمليات جراحية لأطفالهم أو أولئك الذين ينقلون أطفالا مصابين بجروح خطيرة فقدوا معها كمية كبيرة من الدماء يصدمون بقيمة المبلغ المفروض، والذي جعل تجارة الدماء في السوق السوداء تنتعش، حيث حول عدد من المغاربة شرايينهم إلى مصدر رزق عن طريق منح الدماء للراغبين فيها مقابل مبالغ مالية تترواح ما بين 100 و150 درهما، وهو عرض مغر مقارنة بالثمن المفروض في مستشفى الأطفال. وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أن هذا القرار في طريقه إلى التعميم على جميع المراكز الصحية التابعة للمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط. وأشارت ذات المصادر إلى أن العاملين بمستشفى الأطفال يجدون صعوبة في التعامل مع بعض الآباء الذين يعجزون عن أداء ثمن الدم. «المساء» اتصلت بوزارة الصحة من أجل تحديد الأسباب التي تقف وراء فرض هذا المبلغ الذي يبدو باهظا مقارنة بالمستوى الاقتصادي لعدد كبير من المغاربة الذين يقصدون المستشفيات العمومية، غير أنها اكتفت بمدّنا بالرقم الهاتفي لإدارة مستشفى الأطفال الذي بقي يرن دون إجابة، وبرقم المركز الاستشفائي الجامعي الذي أخبرتنا كاتبة مديره بأن هذا الأخير في عطلة.