قدم مجموعة من المسؤولين في وكالة المغرب العربي للأنباء استقالاتهم، الأسبوع الماضي، احتجاجا على «المعاملة اللفظية السيئة التي اعتاد المدير العام للوكالة على ممارستها في حق الصحافيين». المسؤولون الذين قرروا الاستقالة لهم أقدمية مهنية تجاوزت الخمس عشرة سنة لكل واحد منهم، وهم: رئيس التحرير الوطني (عادل الزعري)، رئيس التحرير الجهوي (لحسن بوفوس)، رئيس التحرير الدولي (محمد التوزاني)، رئيس مصلحة الإنترنت ووسائط الاتصال المتعددة (عمر عاشي). إلا أن المسؤولين الأربعة تراجعوا في وقت لاحق عن قرار الاستقالة لأسباب تعددت طبيعتها بين من يقول إن بوزردة استبق قرار المسؤولين الأربعة ودعاهم إلى اجتماع معه، وبين من يقول إن مدير الإعلام، وهو في الوقت نفسه عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة، «تدخل كعادته لاحتواء الوضع وإفراغ قرار الاستقالة من محتواه ليظل المدير العام بعيدا عن أي إحراج»، وبين من يقول إن الأربعة تراجعوا من تلقاء أنفسهم عن قرار الاستقالة. لكن الثابت، حسب مصادر متعددة من داخل وخارج الوكالة، هو أن بوزردة اعتاد التعامل مع الصحافيين والعاملين في الوكالة ب«لغة لا تليق بمستواه ولا بمستوى الصحافيين». وأكدت المصادر نفسها أن الرجل «تلفظ بكلمات ساقطة أمام أحد المسؤولين الأربعة، ناعتا أعضاء هيئة التحرير بصفة يخجل المرء من ذكرها». وإذا كان التلويح بالاستقالة من قبل المسؤولين المذكورين اعتبره الصحافيون في وكالة المغرب العربي «محاولة منهم للتنبيه إلى سلوك المدير العام ودعوته إلى تحسين تعامله مع الزملاء»، فإن ما دار في الاجتماع بينهم وبين بوزردة، حسب مصادرنا، لم يعكس أي تنازل من قبل الأخير. فما راج داخل الوكالة هو أن الاجتماع كان مناسبة برر فيها المدير العام سلوكه المتعصب، وقال للمجتمعين معه إنه اعتاد التعامل بهذه الطريقة التي لا تخلو من ألفاظ نابية، وإن ظروف العمل والضغط اليومي يجعلانه يتصرف بهذا الشكل مع الجميع وإن أسلوبه في العمل كان دائما بهذا الشكل... وقالت المصادر إنه في الوقت الذي كان فيه المسؤولون الأربعة يتوقعون اعتذارا من بوزردة، لم ينبس الأخير بكلمة واحدة من هذا القبيل واعتبرت أن تبريره لسلوكه «إصرار منه على التمادي في سلوكه المهين». وفي اتصال بالمدير العام للوكالة رفض الأخير الحديث ل «المساء» دون أن يعرف موضوع الاتصال، مكتفيا بالقول «باغي تسولني على شي حاجة؟... لا تعليق...» قبل أن يغلق الخط . في السياق ذاته، أفادت مصادر بأن آخر خرجاته الهستيرية كانت قبل أيام قليلة عندما «غادر مكتبه في الطابق العلوي في حالة هستيرية وانتفض في وجه أحد الصحافيين بقاعة التحرير بشكل بدا فيه الرجل فاقدا أعصابه بشكل مرضي». التهديد بالاستقالة الذي لوح به المسؤولون الأربعة في الوكالة كان نتيجة طبيعية، حسب مصادرنا، لجو الاحتقان الذي تعيشه الوكالة منذ مدة طويلة، وهو الوضع الذي دفع هيئة التحرير، على مستوى مقر الوكالة، بالتفكير في تنظيم وقفة احتجاجية بالوكالة الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يعيش فيه صحافيون آخرون في المكاتب التابعة لها وضعا اجتماعيا استثنائيا على إثر التغييرات التي قام بها المدير العام بعد تعيينه على رأس الوكالة، خاصة في ما يتعلق بحركة التنقيلات الداخلية وإغلاق مكاتب وفتح أخرى لا قيمة لها من الناحية المهنية.