حقق المكتب الشريف للفوسفاط، شهر يوليوز الماضي، رقما قياسيا جديدا في صادراته من مشتقات الفوسفاط والحمض الفوسفوري والأسمدة التي تنتجها المجمعات الكيماوية بكل من الجرف الأصفر وآسفي. فقد عرفت الصادرات، خلال الشهر الفارط، انتعاشة قوية غير مسبوقة منذ عقدين، حيث بلغ مجموع ما صدره المكتب إلى الخارج 267 ألف طن من الحمض الفوسفوري، متجاوزا الرقم القياسي الذي سجل في نونبر 2006 (235 ألف طن). وارتفعت صادرات الأسمدة بشكل صاروخي بكافة أنواعها، لتصل إلى 469 ألف طن، منها 128 ألف طن من السماد من نوع «الفوسفاط الثلاثي الممتاز»، و205 آلاف طن من «فوسفاط دي أومانيوم»، 10 % منها تم تسويقها في السوق المغربية، فيما بلغت الصادرات من النوع الثالث من الأسمدة «فوسفاط مونو أومانيوم» 136 ألف طن. الصادرات من الفوسفاط الثلاثي الممتاز المسجلة الشهر الماضي تعد الأكبر في تاريخ المركب الكيماوي لآسفي، فيما تشكل الصادرات المسجلة في ميناء الجرف الأصفر ثاني أكبر رقم قياسي بعد الذي تم تحقيقه في عام 1988 بتصدير 355 ألف طن من سماد فوسفاط دي أومانيوم. هذه الطفرة في صادرات الفوسفاط توقعها الرئيس المدير العام مصطفى التراب أثناء تقديم النتائج المالية للمجموع في شهر مارس الماضي دون التكهن بتوقيتها بالضبط، قائلا إن المكتب الشريف للفوسفاط مستعد، على مستوى آلياته الإنتاجية والتجارية، لمرحلة ما بعد تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على السوق الدولي للفوسفاط. واعتبر المكتب الشريف للفوسفاط هذا الإنجاز مؤشرا على نجاح استراتيجية تضافر بين مختلف أقطاب المجموعة، سواء تعلق الأمر بالقطب المعدني أو الكيماوي أو التجاري، في إطار السياسة الجديدة للمكتب للمحافظة على صادراته الصناعية والتجارية على المستوى العالمي، والتي تتمثل في رفع جاهزية المجموعة للاستجابة لمختلف حاجيات السوق الخارجي عند معاودة الطلب العالمي لانتعاشته، وهو ما تحقق في الشهر الماضي، حيث استفاد المكتب من الاحتياطي الذي وفره في الشهور الماضية، والذي ناهز 5 ملايين طن، بفضل خفض حجم إنتاجه بعد تراجع الطلب العالمي.