لجأ بعض المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج إلى الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات من أجل البحث عن فرصة عمل بعد الأزمة العالمية التي دفعت عددا منهم إلى تأجيل عودتهم إلى إشعار آخر. وأكد مصدر من داخل الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل (لانابيك) بسلا أن بعض المهاجرين قدموا من أجل السؤال عن وجود مناصب تتوافق مع طبيعة الأشغال التي كانوا يقومون بها بأوربا مثل التلحيم أو التبريد أو... وصرح أحد المهاجرين بالديار الإسبانية بأنه زار وكالة التشغيل غير أنه اكتشف بمجرد ولوجه مقر الوكالة أن هذه الخطوة «غير مجدية»، وهو الإحساس الذي تأكد له بعد حوار قصير مع أحد المستخدمين هناك. ولم يخف بعض المهاجرين الذين أجبرتهم الأزمة العالمية على العودة أنهم أصحبوا شبه «مشردين»، لا يستطيعون العودة للبلد الأوربي الذي يقيمون به، ولا البقاء في المغرب خوفا من نفاد مذخراتهم وتحولهم إلى عالة على أسرهم. وأصبح عدد من المهاجرين المغاربة غير معنيين بموسم العبور، خاصة الذين التحقوا بأوربا في السنتين الأخيرتين إما بموجب عقود عمل، أو أولئك الذين تمكنوا من تسوية وضعيتهم بعد أن غادروا المغرب في إطار الهجرة السرية، في حين نجح آخرون في العودة إلى العمل الذي كانوا يزاولونه بالمغرب قبل اتخاذ قرار الهجرة نحو الخارج. ووجد عدد كبير من المغاربة الذين كانوا يعملون بقطاع الخدمات أو البناء أنفسهم في حالة عطالة مفتوحة خاصة في إيطاليا وإسبانيا بعد انفجار فقاعة العقار بفعل الأزمة المالية العالمية، ليجربوا البحث عن عمل بديل أو الهجرة الداخلية نحو بلد أوربي آخر، في حين اتخذ آخرون قرارا بالعودة إلى المغرب بعدما تعذر عليهم تدبير مصاريف الإيجار في انتظار هدوء الإعصار الذي ضرب الاقتصاد العالمي. وكان محمد عامر الوزير المكلف بالجالية قد أكد في وقت سابق عن عزم الوزارة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات للحد ومن تداعيات الأزمة العالمية على المهاجرين المغاربة من بينها إعادة جدولة الديون المستحقة على المهاجرين، والتنسيق مع سلطات دول الإقامة لإيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن فقدان العمل أو تجديد وثائق الإقامة، إضافة إلى تعزيز وتعميم المصالح الاجتماعية في السفارات والقنصليات للتخفيف من المعاناة الاجتماعية للمتضررين.