أدى عدم تحكم سائق شاحنة تابعة لشركة النظافة بفاس، زوال يوم أول أمس الأربعاء، بالقرب من كلية الطب، إلى إلحاق أضرار بليغة بسيارات كانت تسلك نفس المسار، وأصيب شخصان كانا على متن سيارة بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهما إلى قسم المستعجلت بالمستشفى الجامعي للمدينة. وأفضى «جموح» الشاحنة التي كانت متجهة إلى مطرح النفايات والتي كانت تسير بسرعة كبيرة إلى اقتلاع عدد من الأشجار والأعمدة الكهربائية بمحاذاة الطريق. وقطعت الشاحنة «المجنونة» ما يقرب من مسافة 400 متر، قبل أن تتوقف بأرض خالية غير بعيد عن كلية الطب. وتحدث مصدر أمني مسؤول بالمدينة عن إنجاز عدد من التقارير التي رفعت بخصوص السرعة التي تسير بها هذه الشاحنات وسط المدينة، وقال إن بعض هذه الشاحنات تفتقد إلى الشروط المطلوبة في شاحنات نقل النفايات. فيما تتحدث ساكنة كل من حي النرجس ومونفلوري بفاس عن الأضرار التي تلحقها عمليات جمع الأزبال بمنطقتهم. وقال مصدر طبي إن المياه التي تتسرب من الأزبال المحملة على متن هذه الشاحنات، وفي غياب إجراءات حازمة، تطلق مواد سامة ضمنها مادة «الليكسيفيا». وتقدم هذه المادة على أنها عصارة للأزبال تحتوي على مواد كيماوية سامة، تؤثر على صحة المواطنين، وتلحق أضرارا بالفرشة المائية وكذا بجودة التربة. ويتخوف المصدر نفسه من أن تلحق هذه المادة أضرارا بالفرشة المائية لسيدي حرازم، أحد المنتجعات السياحية المعروفة بالمنطقة والتي تجاور مطرح النفايات. وتستغل هذه المادة في عدد من الدول الأوربية في توليد الطاقة الكهربائية. وقد سبق للمجلس الجماعي لفاس أن وقع اتفاقية مع شركة أجنبية لتحويل هذه المادة إلى طاقة كهربائية، إلا أن هذه الاتفاقية لم تفعل بعد، وبقيت ساكنة الأحياء المجاورة لمطرح النفايات ومرضى المستشفى الجامعي يعانون من انبعاث الروائح النتنة للأزبال، مما يؤدي إلى اشتداد الأزمة على المصابين منهم بأمراض تنفسية. وبالرغم من المحاولات المتكررة للحصول على تصريحات من مسؤولي هذه الشركة، طيلة صباح أمس الخميس، إلا أن المشرف على توزيع المكالمات الواردة على الشركة، قال إن جل المسؤولين يوجدون خارج المقر ويتعذر الاتصال بهم.