كشفت شركة «أهش2 إنرجي» الطاقية في المغرب أنها تجري اتصالات مع مجموعة من الشركات الألمانية تنوي القيام باستثمارات تصل إلى 400 مليار أورو في القارة الإفريقية لتصدير الطاقة الكهربائية مستقبلا إلى ألمانيا. وأضاف رئيس الشركة «هيل موت هاودت» في مراسلة ل «المساء» أن الهدف من وراء هذه الاتصالات هو استقطاب جزء من هذه الاستثمارات للمغرب وأضاف المسؤول أن للمغرب فرصة جيدة للحصول على هذا الاستثمار بالنظر إلى المقومات التي يتوفر عليها، وعلى رأسها الاستقرار السياسي. من جانب آخر، يرى مسؤول الشركة أنه من الضروري القيام بدراسة جدوى حول مستقبل الطاقة الهيدروجينية في المغرب، لكي يخفف هذا الأخير من تبعيته الطاقية للخارج عن طريق استعمال تقنيات جديدة لإنتاج طاقات بديلة. والهدف، حسب الشركة المستقرة بمدينة أكادير، وهي عضو في الجمعية الدولية للطاقة الهيدورجينية، هو بناء مصانع للاستغلال التجاري للطاقة الشمسية في جنوب المغرب على الخصوص، وإنتاج الكهرباء مع نظام جديد لتخزينها، والاستعاضة عن الديازل والبنزين بالهيدروجين، وأيضا تصدير هذه الطاقة نحو أوربا. وبإمكان المغرب استغلال ما تتوفر عليه منطقته الجنوبية من أيام مشمسة أغلب السنة، وهو ما يتيح له إنتاج طاقة كهربائية تصل إلى 750 كيلووات في المتر المربع سنويا. ويمكن توسيع هذه الشبكة بإنتاج غاز الهيدروجين بحيث يتم تزويد المصانع التي تشتغل بالكهرباء بغاز الهيدروجين في أفق 2020 قبل الانفتاح على الخارج، وتصدير هذه الطاقة البديلة للبلدان المجاورة بواسطة الأنانيب والسفن، كما يمكن أن ينقل المغرب تجربته في هذا المجال لدول إفريقية. وفي أفق 2030 بمقدور المغرب أن يصبح مزودا كبيرا لهذه الطاقة، لأن الاحتياطات الأحفورية بأوربا تتضاءل أو لا تستوردها دول أوربية كفرنسا وفنلندا. وأشار المسؤول إلى أن على المغرب الانخراط بسرعة في هذه السيرورة، لأن النفط والغاز سيصبحان في أفق 2011 و2012 بأثمنة باهضة قد لا يكون بالمقدور دفعها، مما يفرض اللجوء إلى طاقات بديلة، فالمحطة الحرارية التي تستخدم الفحم بآسفي هي حاجة وطنية، ولكن هذا الإنتاج ستنتج عنه انبعاثات غازية قوية لثاني أوكسيد الكاربون، في حين إذا تم استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الهيدروجين سيتم توفير نسبة 35 في المائة من الاستهلاك الحالي، مما يحتم إجراء دراسة شاملة في المغرب حول الطاقة الهيدروجينية.