مائتين وثمانية وتسعين درهما كرصيد بنكي وأرشيف كامل يباع بأحد أسواق تيكوين بأكادير، هكذا ينتهي تاريخ أعرق ناد والأكثر شعبية بالمدينة، النادي البلدي رجاء أكادير. كانت المناسبة زيارة عادية لمعرفة إستعدادات الفريق لعقد جمعه العام ومستقبله المنظور، كواجب نحس أنفسنا ملزمين بأداءه نهاية كل موسم، لكن كلمة « تاريخ» وحدها كانت كافية لتثير بعضا من مسيريه الحاليين وهم في الغالب من لاعبي عقد التسعينات منهم الشيخ الخرشي، رئيس الفريق الحالي ودليلي عبد الشكور، الكاتب العام، عندما واجهتهم ببعض مما تتداوله الألسن خارج مقر النادي بزنقة مراكش، رد دليلي بقدر ما كان قاسيا بقدر وضوحه عندما يزيل اللبس عن رغبة دفينة لدى كثيرين في إقبار نادي الرجاء إلى الأبد. لقد وجد المكتب الحالي الذي أنقذ الفريق من تقديم إعتذاره الثاني قبل مواسم قليلة وبالتالي من أن تنتهي قصة رجاء أكادير، شبح اسم الرجاء فقط، حيث تم تخريب المقر وتحول إلى خراب يأوي المشردين، وبيع أرشيف أزيد من أربعين سنة بسوق شعبي بتكوين، وتم تقاسم تجهيزات المقر من تلفزات وآلات كهربائية و كاد مقر النادي ينتهي كما إنتهت العديد من عقارات نادي رجاء أكاير وأندية أخرى بنفس المدينة. بعد ثلاث سنوات استعاد الفريق مقره الذي أعيد تجهيزه بالكامل وإسترجع الأصل التجاري لمقهى النادي ولقاعة بناء الجسام وتم ضبط مالية النادي وهو ما يغيب عن فرق سوسية أخرى تعقد جموعها في السر.. يقول دليلي عبد الشكور « لقد تعبنا من تدبير النادي لكن لا نريد أن نتنازل عن مسؤولية التسيير إلا إذا وجدنا أياد آمنة قادرة على المحافظة على ما تحقق، كل من يتربص بالرجاء الان سبق وأن ساهم في تسييره وتسبب في محاولة اغتياله، إنهم يطلقون السموم بالمقاهي ويخلقون جلبة مجانية بمحيط الفريق عوض أن يساهموا في إنقاذه . آخر مباراة في هذا الموسم المنتهي كان الفريق مهددا بالنزول ولم يحضرها إلا ثلاثة من قدماء النادي ، لو كان أمر الرجاء يهمهم، لآزروه في محنته. عائد بعض مباريات هذا الموسم كان صفر درهم، فهل الرجاء تساوي صفر درهم؟ لذلك لا يمكن أن نسمح لمن أجرم في حق هذا النادي أن يعود إلى تكرار ذلك.» كانت بداية النادي من منطقة بنسركاو من نواة أولى لفريق» أدوار إزدار» الذي اتفق على أن يتم تحويله إلى فريق رسمي يمارس بالبطولة الوطنية فاختير له إسم الوفاق والذي تحول ساعة التأسيس الرسمي موسم 56/57 إلى «الرجاء» قبل أن ينتقل الفريق للممارسة بأكادير في الموسم الموالي بسبب التقطيع الإداري وعدم توفر بنسركاو على ملعب رسمي وينجح موسم 66/67 في الإلتحاق بالقسم الوطني الثاني ويتم تغيير إسم النادي سنة بعد ذلك ب«الرجاء النادي البلدي لأكادير» ليأتي موسم 69/70 ليحمل مشروعا لاندماج الرجاء والحسنية في فريق واحد وهو الأمر الذي فشل لأسباب عدة، فشل جعل الفريق يبحث عن الصعود إلى القسم الوطني الأول، وتحقيق ذلك مرتين الأولى في موسم 73/74، وعاد مباشرة بعدها إلى القسم الثاني في الموسم الموالي والمرة الثانية موسم 81/82 بقيادة مدربه الحالي لحسن الصاحيب قبل أن يغادره سريعا أيضا. لتستمر مسيرة الرجاء حتى مطلع التسعينات والتي تحول فيها الفريق من البحث عن تحقيق الصعود والألقاب إلى تفادي الإندثار بعدما كان قريبا من تحقيق الصعود على يد المدرب مصطفى مديح ومنذ ذلك التاريخ الذي قيل فيه إن مدينة سوس الأولى، لن تحتمل فريقين في القسم الأول ( الحسنية والرجاء) رغم أن مدنا أخرى أقل وزنا كان لها أكثر من فريقين: فاس، الرباط، سلا ، البيضاء.