فكرت أنني والضاوية سنبقى بالجوع. موالفين لحم الماعز. ولتفكيك الحوت وفصائله ماعندنا لا الوقت ولا الخاطر. التغماس آخويا التغماس وآجي تشوف الضاوية تبارك الله. لا غرابة إذن إن كان الكوليستيرول قد تعاشر معنا تقدمت خادمة في العشرين من عمرها، بصينية بزجاجات عصير بكل الفواكه والألوان: الكيوي، تفاح كوزي (أناناس إن شئتم)، لوز وموز بنفحات سكين جبير... باختصار: فيتامينات. ولعقت الضاوية من كل عصير جغيمة. ثم تقدمت بعدها فتاة أخرى بصينية من طوابق متنوعة: ها كعب غزال، ها المحنشة، ها غريبة بتزاويق من حبات القرنفل... اللوز والكركاع وكاوكاو الحصيل ما كاين غير لبنين والطري. - آالسلام عليكم. مرحبا...شرفتونا، الدار داركم...قامت حياة القلوب بالتقديمات. وطلب منا التهامي بنزكور أن نأخذ راحتنا. شكر زوجته لما عرضت عليه العصير والحلويات...ثم تبادلنا اطراف الحديث في موضوع الطقس البارد والمطر الشحيح هذا العام. لما تكلمت الضاوية قلت في خاطري إن ضيوفنا لم يقشعوا أية زفتة. حيث قالت «الجريحة هذا العام قتلت الله يحفظ الزرع المزوزي» . فكرت في خاطري أنها قد تصلح للمداولات في حظيرة الأممالمتحدة . - يا الله آسيدي تفضلوا الغداء واجد... ودخلنا صالة تتوسطها طاولة كبيرة مربعة بكراس مرصعة بمستندات مخملية. اقترحت مولاة الدار على الضاوية أن تجلس أمام التهامي، فيما جلست هي قبالتي. شوكات كبيرة وصغيرة، سكاكين من فضة، فوطات قطنية ناعمة، وكأس بلار بأزهار قانية يتوسط الطاولة...دخلت الخادمة لتضع صينية فوقها طابق يحتوي على حوتة سلمونية كبيرة تحف بها أربعة سراطين بحرية ضخمة Homards وفكرت أنني والضاوية سنبقى بالجوع. موالفين لحم الماعز. ولتفكيك الحوت وفصائله ماعندنا لا الوقت ولا الخاطر. التغماس آخويا التغماس وآجي تشوف الضاوية تبارك الله. لا غرابة إذن إن كان الكوليستيرول قد تعاشر معنا. أمسك الحاج وزوجته بلكاط ، وشرعا يفرقعان بالفن مفاصل سرطان البحر، وبواسطة شوكة صغيرة يقطفان اللب. مد الزجاجة إلى كأس الضاوية وبدل أن ترفض شاكرة، انهالت بالسبان وقدمتني مثالا على ذلك. «آسي التهامي خلي الضاوية راها دايخة خليقة». ولم تسكت حتى رأت حياة القلوب تحتسي في تلذذ جغيمات متلاحقة. وانتقلنا إلى الفواكه اليابس منها والطازج، ثم إلى مقصورة وضعت بها صينية للشاي، القهوة وأخرى لمشروبات روحية ميزتها تسهيل الهضم وإشعال النار الكادية في الجوف. ناولني سيجارا ما يجمعو غير الفم. أشعل التليفيزيون على محطة السي إن إن، لمتابعة سوق وول ستريت وdow jones . أخرج هاتفه النقال وانسحب بعد أن قبل ابنته في الثامنة عشرة من عمرها والله أعلم، قدمها لنا في اسم جوهرة. ألقت على الحضور: Bonjour tout le monde. عانقت والدتها وسألتها هذه الأخيرة: Ça va ma chérie ? انسحبتا إلى الحديقة وسمعت بكاء خفيفا، نغزت على إثره الضاوية أن تجمع الوقفة. - خليكم شويا. الحاج غادي يرجع. وفسرت لنا أن جوهرة صارت لها خصومة خفيفة مع صديقها ستيفان. - الله يحفظك أللا، عندي الخدمة. الله يخلف عليكم. والحقيقة أن عقلي كان مشغولا بسباق الكيدار «سريع الكارة». قد يغير بالكاد أشياء كثيرة في حياتي إن احتل المرتبة الأولى، لكنه لن يرقى بي إلى مصاف التهامي بنزكور ولن يخلصني من الضاوية التي ما أن خرجنا إلى الزنقة وتمشينا بضعة أمتار، وكانت تنتعل سباط طالون، حتى صاحت بي : - واتسناني هذاك الدب رجلي تنفخو».