ذكر رئيس الفدرالية الوطنية لأسواق الجملة حميد لوعال ل«المساء» أن تقديرات الفدرالية لاستهلاك المغاربة للخضر والفواكه تشير إلى أن المغربي يستهلك أقل من 100 كلغ من الخضروات سنويا، وهو معدل أقل من نظيره المصري والسوري بالنصف، في حين يصل استهلاك المغربي للفواكه 39,08 كلغ، في حين يستهلك الفرنسي 3 مرات هذا الرقم. وأضاف لوعال أن هذه الأرقام تؤشر على استهلاك ضعيف للخضر والفواكه بالمغرب، فالمواطن المغربي لا يستهلك سوى صنف واحد من الفواكه وصنفين اثنين من الخضر في اليوم الواحد، في حين يجب عليه استهلاك أكثر من ذلك المعدل. وحتى داخل المغرب تتفاوت النسبة بين الوسط الحضري والوسط القروي، فالسكان الحضريون يستهلكون 3 مرات ما يستهلكه سكان البوادي، وتستهلك الطبقة الميسورة 2,7 مرة ما تستهلكه الطبقة الأقل يسرا من الخضروات، و6,4 مرات بالنسبة إلى الفواكه. وفضلا عن العوامل المتحكمة في ضعف الاستهلاك كالقدرة الشرائية وغيرها، يرى رئيس الفدرالية أن هذا الضعف ناتج في جزء منه عن الوضعية المتردية لأسواق الجملة التي لا تساعد على تسهيل عملية توزيع الخضر والفواكه وفق مواصفات الجودة والثمن المناسبين. فقد أشارت دراسة أنجزتها الفدرالية إلى أن البنية المتردية لأسواق الجملة أدت إلى تناقص أعداد تجار الجملة بنسبة 30 % بين سنتي 1997 و2004، وإلى ظهور مسالك توزيع موازية لأسواق الجملة ليس فقط من وسطاء بين المنتجين في البوادي وأسواق التقسيط والمستهلكين، بل من لدن كبار منتجي الخضر والفواكه الذين، وبسبب الوضع السيء التي هي عليه أسواق الجملة، أصبحت لديه أسواق جملة مصغرة كما هو الحال في بوفكران (شركة زنيبر) وعين السبع (شركة أربور)، وتتم فيها عمليات بيع وشراء مباشرة بين هؤلاء المنتجين والمستهلكين، ومن بين زبنائهم الأسواق الممتازة. وترى الدراسة أن الأسواق الممتازة أصبحت تقوم بدور تاجر الجملة للخضر والفواكه، سواء في عملية الشراء أو بالنظر إلى التدابير اللوجيستية التي تتخذها، حيث استحوذت على جزء من تسويق هذه المنتجات عند مرحلة التقسيط قدرته حاليا بأكثر من 30 %، متوقعة أن تصل النسبة إلى 50 % قريبا.