استنكرت النساء السلاليات المنحدرات من قبائل الحدادة، ولاد وجيه، ولاد صبيط، ولاد موسى، الساكنبة، قصبة مهدية ونواحي افران وصفرو، رد الدولة القاضي بمطالبتهن بإثبات انتمائهن إلى سلالات عقب الدعوى التي تقدمن بها أمام المحكمة الإدارية بالرباط بشأن قرارات مجلس الوصاية القاضية بتفويت أراضي الجموع وتعويض الرجال دون النساء. واعتبرت رقية بلوط، ممثلة النساء السلالياتبالقنيطرة، أن العرف لاغ لكونه وجد قبل ظهور الدين الإسلامي، مضيفة في تصريح ل«المساء»، أن تمكين الرجال لوحدهم من أراضي الجموع، كان له معنى، عندما كانت قيم الرجولة والشهامة والتكافل الاجتماعي، سائدة في المجتمع المغربي، أما طغيان الفردانية، اليوم، فإنه يستدعي إعادة النظر في هذا العرف. إلى ذلك، أشار عبد الرحيم الجامعي، المحامي المكلف بالدفاع عن النساء السلاليات، إلى أن ممثل الدولة تجنب معالجة الملف في عمقه، واكتفى بالنظر فيه من حيث الشكل، مضيفا أن ست نساء سلاليات فقط ، قررن رفع الدعوى على الدولة، رغم أن المتضررات يتجاوز عددهن مليونين ونصف، وذلك قصد خلق سبق قضائي تستند إليه النساء السلاليات في مناطق أخرى من المغرب لاسترجاع حقوقهن. وأشار الجامعي إلى أن الدعوى الإدارية المرفوعة استندت إلى التمييز الممارس ضد المرأة،من خلال تمكين الرجال لوحدهم من أراضي الجموع، مما يتنافى مع الأوضاع السياسية والقانونية والثقافية الحالية، ويتعارض مع اتفاقية سيداو التي وقعها المغرب خلال شهر أبريل الماضي وتقضي برفع أشكال التمييز ضد المرأة. وفي نفس السياق، نظمت النساء السلاليات اللاتي تجاوز عددهن 300 امرأة ، مباشرة بعد الانتهاء من أشغال الندوة الصحفية، وقفة احتجاجية أمام البرلمان، استنكارا لما وصفوه إقصاء من حقهن في أراضي الجموع، استهلت بإطلاقهن زغاريد أدهشت المارين عبر شارع محمد الخامس، فيما شرعت نساء سلاليات قادمات من سلا، إفران، القنيطرة، سيدي سليمان، سيدي يحيى الغرب في رفع شعارات تندد بالتمييز ضد المرأة من قبيل « هذا عار، هذا عار، واش المرا ماشي بشر» استمرت إلى غاية السادسة من مساء أول أمس. يشار إلى أن أراضي الجموع هي أراض تمتلكها جماعات سلالية تقوم بتسييرها حسب الأعراف السائدة لديها. فهي لا تملك ولا تباع ولا تحجز بل هي أراض تنتفع منها الجماعات السلالية، وتقدر مساحتها بما يقارب 12 مليون هكتار، أي ثلث المساحة الفلاحية والرعوية والغابوية، وهي تشكل 4631 جماعة سلالية، تشمل 2.5 مليون من ذوي الحقوق، تتواجد في 48 إقليما وعمالة.