أفادت "الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب" أن قضية النساء السلاليات تسير في اتجاه التسوية، بما يحفظ المساواة مع الرجال، في الاستفادة من التعويض المتعلق بعمليات التفويت المقبلة لأراضي الجموع. خلف هذا الخبر ارتياحا وسط مجموعة من النساء السلاليات من منطقة الغرب، بإقليم القنيطرة، اللواتي استقبلنه بالتصفيق وإطلاق الزغاريد، أملا في أن تجد قضيتهن طريقها نحو الحل، بعد سنوات من الإقصاء والتمييز. وعبرت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب في ندوة صحفية، الجمعة الماضي، حضرتها سلاليات، بمقرها في الرباط، عن ارتياحها لقرار وزارة الداخلية، القاضي بإيجاد حل لقضية السلاليات، بالاعتراف بحقهن في الاستفادة من أراضي الجموع، وتزامن ذلك مع اقتراب الاحتفال باليوم الوطني للمرأة (10 أكتوبر)، حسب الجمعية، التي أكدت أن القرار جاء نتيجة للعديد من المساعي والتحركات من طرف النساء والجمعيات المساندة لهن، من خلال حملات التعبئة، والأنشطة التحسيسية والترافعية تجاه المسؤولين. واعتبرت الجمعية أن "قرار وزارة الداخلية يعد خطوة متقدمة، من شأنها المساهمة في تعزيز مبدأ المساواة بين الرجال والنساء، كما يأتي لرفع الإحساس بالغبن والظلم عن آلاف النساء، اللواتي لم يترددن في إدانة العرف، الذي حرمهن من الاستفادة من حقهن في الأرض". وقالت نبيلة حدوش، رئيسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، خلال الندوة، إن "الوزارة الوصية لم تصدر وثيقة رسمية بهذا القرار حتى الآن، لكن لديها نية في اتجاه تسوية ملف السلاليات، بما يصون حقهن في الاستفادة من أراضي الجموع". وذكرت حدوش بالمراحل التي قطعتها النساء السلاليات، والتي وصلت حد اللجوء إلى القضاء للمطالبة بإنصافهن، بدعم من الجمعية والجمعيات المساندة في الوصول لهذه النتيجة الإيجابية، التي اعتبرتها، حدوش، مكسبا جديدا للنساء بالمغرب، مؤكدة أن القضية أخذت بعدا وطنيا، وإقليميا، وإفريقيا، بفضل وسائل الإعلام والدعم من طرف صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة. وأشارت رئيسة الجمعية إلى أن النساء السلاليات أصبحن أكثر تنظيما، وقدرة على المطالبة بحقوقهن، والدفاع عن قضيتهن، بفضل التكوين، الذي تلقينه من طرف الجمعية، ومواكبة الأخيرة لهن، منذ أن اتصلن بها. وأفادت حدوش أن الجمعية بادرت بترشيح امرأتين من السلاليات، للمشاركة في جائزة خميسة السنوية، تعبيرا عن قدرة النساء على تحقيق إنجازات مهمة في مختلف المجالات، ويتعلق الأمر، برقية بلوط، من منطقة الحدادة بالقنيطرة، ومنانة اسحيسح، من قصبة مهدية بإقليم القنيطرة. وسبق للنساء السلاليات، خصوصا من منطقة الغرب، أن نظمن وقفات احتجاج بالرباط، بدعم من الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، ومنتدى بدائل، ومنظمات أخرى، لمناهضة الإقصاء والتمييز الممارس تجاههن، وللمطالبة بحقهن في الاستفادة من التعويض عن عمليات تفويت أراضي الجموع، مثل الرجال. وعرفت أغلب هذه الوقفات الاحتجاجية مشاركة سلاليات يعانين المشكل نفسه، لكن بدرجات مختلفة، كالرشيدية، والحاجب، وخنفيرة، ومناطق أخرى من المغرب.