هن مجموعة من نساء المغرب، من مناطق فاس بولمان ايفران صفرو الحاجب القنيطرةمكناس تافيلالت.. هن نساء من مغرب العهد الجديد، الذي يتعايش فيه المشروع الديمقراطي الحداثي مع ثقافة القبيلة والذكورة والريع والإقطاع.. هن نساء يطالبن بحقوقهن في المساواة مع الرجال، وحقهن في العيش الكريم. لم يحملن سكينا على موظف أثناء تأدية عمله، لم يحرقن مكتبة، ولم يجبرن أحدا على مقاطعات عقيمة ولا يطالبن بإسقاط النظام كما يحدث في بعض البقاع حيث تحول كوادر البؤس والجمود زهورا مغربية إلى السجون.. هن مغربيات .. ما القضية؟ تبدأ فصول الرواية من عرف قديم، يقضي بتعويض الذكور ابتداء من 16 سنة دون النساء في (أراضي الجموع) التي يتم تفويتها إلى شركات التعمير، تلك الأراضي التي اشتغلن فيها إلى جانب الذكور، بل وأكثر من الذكور. فما العمل؟ نساء رائدات.. يا رقية، لست الوحيدة التي لم تستفد من تعويض أراضي الجموع. هن كثيرات قبلك، وقعن ضحية العرف، وصمت الرجل المستفيد، ومؤامرة شركات التعمير الجشعة والتي تغتني على حساب كدح جماهير الشعب الفقير، والأكثر إيلاما هو صمت الدولة الذي يبدو أقرب إلى التواطؤ، ولا شيء أفظع من تواطؤ الدولة كما تخبرنا بذلك المرحومة سنوات الرصاص.. لكن هيهات أن تستكين وتخضع بنت الشعب الحرة. رفضت رقية الظلم، ناضلت، صرخت، احتجت، اتصلت، تكلمت، فضحت، ترافعت، دافعت، هاجمت، ومارست شغبها الجميل من أجل حقها في العيش بكرامة.. حتى أمي مريم، العجوز التي كانت تعيش في مراب مفتقدة أبسط شروط العيش الإنسانية، طالبت بحقها في (أراضي الجموع) من أجل در الاعتبار ليس إلا. لكن العمر... تحرك حقوقي.. تبنت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب ADFM مطالب النساء السلاليات. والتحق بها منتدى بدائل المغرب وجمعيات أخرى. وانطلقت قافلة النضال من أجل حقوق المرأة السلالية. وثم القيام بعدة خطوات عملية ارتباطا بالهدف الأسمى ألا وهو النهوض بالمساواة بين المرأة والرجل. فكانت البداية زيارة ميدانية إلى عين المكان للتعرف عن قرب على معاناة ضحايا العرف وتعرية واقع البؤس والظلم والفقر الذي يحيلنا على مشاهد من القرون الوسطى. ولأن النضال لا يكون بالنيابة، قامت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بتقوية قدرات النساء السلاليات وتكوينهن في مجال التواصل والقيادة والترافع والتعبئة. كما ثم القيام بعدة أشكال نضالية حضارية كالوقفات الاحتجاجية السلمية، واللقاءات التواصلية مع الرأي العام والصحافة والمسؤولين. وخلال هذا المسار، أبانت النساء السلاليات عن وعي متقدم عكسته درجة الانضباط وكثافة الحضور من مختلف مناطق المغرب. واستمر عمل هذه الجمعية ADFM والتحالف المشكل من أجل دعم الحركة المطلبية للنساء السلاليات عبر رصد عمليات التفويت وإصدار البيانات الصحفية ومراسلة الجهات المسؤولة حول الملف. كما ثم عرض القضية على القضاء الإداري للنظر في مشروعية قرارات مجلس الوصاية بخصوص تفويت أراضي الجموع. بوادر نهاية سعيدة: دام نضال النشاء السلاليات ثلاث سنوات. واليوم، استطعن تحصيل يعض المكاسب أهمها اعتراف الجهة الوصية في الدولة بحق الاستفادة من التعويض في عمليات التفويت المقبلة مثلهن مثل الرجال. للتواصل مع الكاتب:[email protected]