انقض عبد القادر بليرج المتابع بموجب قانون الإرهاب، لحظات قبل انعقاد جلسة أول أمس، على محاميه وضغط عنقه بقوة بعد خلاف بينهما، مما سبب للمحامي توفيق الإدريسي صعوبات شديدة في التنفس، إضافة إلى تمزق بذلته قبل تدخل العناصر الأمنية التي وجدت صعوبة في تخليصه من قبضة بليرج. وساد جو من الهلع وسط قاعة المحكمة بسبب هذا الحادث الذي فاجأ الجميع، في الوقت الذي تم فيه إخراج المحامي، الذي بدا عليه الذهول والفزع، من قاعة الجلسات تفاديا لوقوع الأسوأ، قبل أن يتم إرغام بليرج على دخول القفص الزجاجي وهو يصرخ بعبارات قاسية في حق دفاعه. وكان المحامي توفيق الإدريسي، الذي تولى الدفاع عن عبد القادر بليرج المتهم الرئيسي في هذا الملف، قد اقترب من القفص الزجاجي، بعد أن طلب منه موكله ذلك قبل أن يدخل الاثنان في نقاش ساخن بعد أن طلب منه بليرج أن يرجع إليه هاتفا نقالا تم ضبطه لديه وحجزه من طرف إدارة السجن، وهو ما رفضه الإدريسي، حسب ما صرح به في اتصال هاتفي مع «المساء». بليرج، الذي طالبت النيابة العامة في وقت سابق بإعدامه، بدا عليه التوتر ليقترب من محاميه محاولا إقناعه من جديد بتسليم وثائق توصل بها من طرف محام بلجيكي، عبارة عن مذكرة، للمحكمة العليا للاطلاع على ملف القضية، وذلك بوضعها داخل جريدة حتى لا ينتبه رجال الأمن والاستعلامات العامة إلى ذلك، «غير أنني، يقول الإدريسي، رفضت لأن هذا التصرف ينطوي على مخالفة صريحة للقانون الذي يفرض تسليم مثل هذه الوثائق إما عن طريق وكيل الملك أو مدير السجن» . بعد أن خاب أمله في الحصول على الهاتف النقال والمذكرة البلجيكية، انقض بليرج على محاميه، وأمسك به بقوة من سترته ضاغطا على عنقه وشرع في رجه، مما أدى إلى تمزق البذلة. قبل أن يقفز10 من رجال الأمن من مكانهم ويحاولوا جاهدين تخليصه من قبضته، لطبيعة البنية الجسدية القوية لبليرج، والحالة الهستيرية التي كان عليها. بعد ذلك سيشرع بليرج في سب دفاعه واتهامه بالتقصير في مهمته، في الوقت الذي تم إخراج الإدريسي من القاعة وهو يعاني من صعوبة شديدة في التنفس. وتعليقا على ما وقع، أكد المحامي توفيق الإدريسي أن ما قام بليرج يعود إلى حالته النفسية المتأزمة بسبب وضعه القانوني الحرج في القضية، ومطالبة النيابة العامة بإعدامه. ونفى الإدريسي عزمه اتخاذ أي إجراء قانوني ضد بليرج، وقال «اللي فيه يكفيه». وأضاف أنه قام بمهمته في الدفاع عن موكله الذي لم يرق له سفره إلى فرنسا من أجل العلاج، وأكد أنه كان من الممكن أن تقع كارثة لولا تدخل رجال الأمن. وفي سياق متصل، رجحت مصادر مطلعة صدور الحكم في هذا الملف الغامض والمليء بالألغاز قبل منتصف الشهر الحالي، بعد أن اقتربت هيئة الدفاع من إنهاء مرافعاتها تمهيدا لمنح المتهمين الكلمة الأخيرة. إلى ذلك، تخلف جميع أعضاء هيئة الدفاع عن حضور جلسة صباح أمس باستثناء النقيب الجامعي، وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام، ليضطر القاضي بنشقرون إلى تأجيل الجلسة لحظات قليلة بعد انعقادها. عدم حضور المحامين أثار غضب المتهمين الذين اعتصموا بالقفص الزجاجي ورفضوا العودة إلى قبو المحكمة وطالبوا بترحليهم الى السجن، في حين ردد بعضهم كلمات تتهم بعض أعضاء هيئة الدفاع ب «التلاعب».