منعت السلطات بمدينة مراكش الصحفيين ووسائل الإعلام من متابعة حفل تسليم السلط بين العمدة الجديد للمدينة فاطمة الزهراء المنصوري والعمدة السابق عمر الجزولي، وهو ما أثار استياء الصحفيين واحتجاجهم على «سلوك السلطات المحلية الذي يعد سابقة في تاريخ المجالس الجماعية بالمدينة» حسب ما أكده أحد الصحفيين في اتصال مع «المساء». وقد حضر حفل تسليم السلط عمر الجزولي الذي كان في رحلة علاج بفرنسا بعد إصابته الأسبوع الماضي بوعكة صحية مفاجئة. غير أن كل من رأوا العمدة السابق أكدوا أنه بحالة صحية جيدة ولا يبدو عليه أن حالته كانت حرجة، وإلا لما كان قد حضر بنفسه إلى حفل تسليم السلط، تقول المصادر. وكان عمر الجزولي قد نقل على عجل منتصف الأسبوع الماضي إلى إحدى المستشفيات الفرنسية. وقيل حينها إن حالته الصحية خطيرة. وقبل بدء حفل التسليم الذي تم حوالي الساعة الثانية عشرة زوالا، قام الكاتب العام لبلدية مراكش بمرافقة فاطمة الزهراء المنصوري من أجل تقديمها للموظفين ورؤساء الأقسام والعاملين بالبلدية. وكانت فاطمة الزهراء المنصوري، البالغة من العمر 33 سنة والمنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة، قد فازت بداية الأسبوع الماضي، خلال انتخابات عمودية مدينة مراكش، على العمدة السابق عمر الجزولي المنتمي للاتحاد الدستوري، ب 54 صوتا مقابل 36، لتصبح أول إمرأة عمدة في التاريخ السياسي للمغرب. ومن جهة أخرى، استنكر تحالف اليسار الديمقراطي ما أسماه إفساد العملية الانتخابية بمدينة مراكش، التي عرفت «خروقات فظيعة، وتجاوزات واسعة» حسب تعبيره. وأوضح تحالف اليسار الديمقراطي بمقاطعتي المنارة وجليز، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أنه بعد تحليله لما جرى خلال الانتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو الجاري، أن تلك الانتخابات تعرضت لما أسماه البيان «إفساد ممنهج قام به قوى الفساد وأحزابها وشبكاتها وعصاباتها بالمدينة أمام صمت السلطات وتفرجها، سواء قبل الحملة الانتخابية أو أثناءها أو يوم الاقتراع».