تنفست مدينة أكادير الصعداء، لحظات قليلة قبل منتصف الليل، من أول أمس الاثنين، بعد الإعلان من داخل قاعة البلدية عن انتخاب طارق القباج رئيسا لولاية ثانية ب34 صوتا، (26 مقعدا للاتحاد الاشتراكي 8 مقاعد للعدالة والتنمية ومقعدا للحزب العمالي)، على رأس مكتب الجماعة الحضرية للبلدية بعد يوم من الاضطرابات والفوضى العارمة داخل مقر البلدية وداخل كل المنافذ والساحات العمومية القريبة منه.ولم يتمكن المجلس من الخروج من الاضطرابات التي عاشها طيلة 14 ساعة من الاجتماع إلا بعد انسحاب 21 مستشارا يمثلون 12 مقعدا للأحرار و6 مقاعد للاستقلال و3 مقاعد للحزب العمالي، إثر إرغام الشرطة ل 4 من زملائهم على مغادرة القاعة لأنهم كانوا السبب في الصراعات القوية التي عرفتها الجلسة، حسب ما ذكره ممثل عن تحالف الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية. وقال المنسحبون إنهم عاينوا ذبح الديمقراطية داخل الجلسة من طرف السلطة المحلية التي أرغمتهم على الانسحاب وأكدوا أن بقية الاجتماع، الذي أسفر عن انتخاب القباج رئيسا للبلدية، مجرد مسرحية محبوكة الإخراج من طرف السلطة، وأضافوا أنهم سيلتجئون إلى العدالة ولهم سيناريوهات أخرى لتأكيد حقهم في ما جرى. في الوقت الذي قالت فيها مصادر من التحالف، الذي شكل مكتب البلدية (الاتحاد والعدالة)، أن ما حدث منذ صبيحة اليوم إلى غاية منتصف الليل هو بسبب عرقلة المنسحبين لعملية انتخاب مكتب المجلس، ولم تستطيع السلطة التسريع بحسم الأمر وبإعلان سرية الجلسة إلا في حدود الساعة السابعة مساء. ووصف مصدر من التحالف المذكور الأمر بكونه مسلسلا محبوك الحلقات تم إخراجه باتفاق بين السلطة والمنسحبين من الجلسة للإطاحة بالقباج، جرى التخطيط له منذ الإعلان عن نتائج الاقتراع الأخير، وبدأ في محاولة شراء ذمم المستشارين وبتأجيل انتخاب مكتب المجلس، يوم الخميس الماضي، منتهيا بمهزلة يوم الاثنين التي فضحت تواطؤ هؤلاء مع السلطة في إغراق القاعة بأنصارهم من الشباب في حالة من السكر، بغرض عدم إجراء الجلسة وتأجيلها مرة أخرى، في الصباح استعملوا ذريعة الاضطرابات التي سببوها وفي المساء وجدوا ذريعة أخرى سموها بعدم قانونية الجلسة، وقد استطعنا في الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية، يقول المتحدث، مقاومة كل هذه العراقيل بالصمود داخل القاعة إلى أن تم انتخاب القباج ومكتب الجماعة. ويذكر أن جلسة انتخاب الاتحادي طارق القباج رئيسا لبلدية أكادير التي انطلقت منذ الساعة التاسعة صباحا من أول أمس الاثنين 22 يونيو الجاري إلى غاية منتصف الليل، عرفت تدافعا بين أنصار الأطراف المتصارعة كما عرفت حضورا كبيرا للمواطنين، مما تسبب في عرقلة انعقادها بتبادل التهم والشعارات والسب والشتم بين هذه الأطراف وتسبب الأمر في تكسير صندوق زجاجي ومكروفون، وبتلقي مستشار من الاتحاد الاشتراكي إصابة في الرأس من طرف مستشار من الحزب العمالي حسب شهود عيان، وتسبب طول مدة الجلسة في إغماء مستشار استقلالي بسبب المرض ونقل على التو إلى إحدى المصحات، وتم انسحاب الرئيس الأول للجلسة غريم القباج لحسن بجديكن من الأحرار من رئاسة الاجتماع لكونه الأكبر سنا، تلاه 3 رؤساء آخرين انسحبوا بدورهم لكونهم جميعا ينتمون إلى الحلف المضاد للقباج، ولم تعرف الجلسة استقرارا إلا مع الرئيس الخامس، وبدا موقف السلطة المحلية، حسب جل المتتبعين، بطيئا في حسم أمر أغرب جلسة في تاريخ الانتخابات بالمدينة، كما وصفها هؤلاء المتتبعون.