على بعد أقل من 48 ساعة على موعد انتخاب عمدة جديد لمدينة طنجة، أصبح الواقع يشير إلى أن من يستطيع أن يجزم بما ستكون عليه الصورة النهائية لخارطة التحالفات من أجل الوصول إلى منصب العمدة يمكنه الحصول على جائزة نوبل. وتشير معطيات المراحل الأخيرة من السباق نحو منصب العمدية إلى أن هناك تراجعا عن التحالفات السابقة، وأن أحزابا تحالفت في السابق مع العدالة والتنمية يمكن أن تكون قد تراجعت عن «ميثاق الشرف» الذي وقعته في حمى السباق نحو هذا المنصب. غير أن الرجل القوي في العدالة والتنمية بطنجة، محمد نجيب بوليف، المرشح لمنصب النائب الأول للعمدة، نفى ما يروج من أخبار، وقال إنها تدخل في إطار حرب الشائعات التي عادة ما تنطلق في المراحل الأخيرة من السباق. وقال بوليف في تصريح ل«المساء»: «نحن الآن في المائة متر الأخيرة، ولنا ميثاق شرف مع التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، ولا أعتقد أن أحدا يمكنه أن يخل بهذا الميثاق». وعلى الرغم من أن بوليف بدا واثقا من سير التحالف الثلاثي إلى النهاية وتعيين يوسف بن جلون عمدة لطنجة وفقا ل«ميثاق الشرف»، فإن «ميثاق الأرض والواقع» يشير إلى أن كثبان التحالفات تتحرك بشكل كبير، وأن تكتل الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية وعدد من الأحزاب الأخرى يمكن أن يكسب في أي لحظة الأغلبية من أجل نيل العمدية، على الرغم من هامش المناورة الأكبر نسبيا لدى التجمع والعدالة. ووفق مصادر مطلعة في المدينة، فإن تكتل الأصالة والمعاصرة يتوفر حاليا على 34 صوتا، ويمكنه أن يكسب أصوات 8 مستشارين آخرين من جناح الغاضبين في التجمع الوطني للأحرار في بني مكادة، بالإضافة إلى كسب أصوات من داخل الاتحاد الدستوري من أجل الحصول على عتبة الأغلبية وكذا الحصول على 43 صوتا. وفي حال ما تلقى محمد الحمامي وعدا قويا بتنصيبه رئيسا لمقاطعة بني مكادة، فإن متتبعين يقولون إن خارطة التحالفات قد تتغير بشكل جذري. كما أن عددا من المرشحين طالبوا «بالحصول على مصاريف» حملاتهم الانتخابية كشرط للتصويت. وكان اجتماع عقد في فيلا في منطقة كاليفورنيا بطنجة، جمع متحالفين مع الأصالة والمعاصرة، بينهم اسم قوي من الاتحاد الدستوري، حضر فقط من أجل جس النبض، دون أن يعني ذلك أن تحالف الاتحاد الدستوري مع الطرف الآخر ذهب إلى غير رجعة. وفي الوقت الذي تصيب التحالفات الانتخابية بدوار حقيقي، فإن «ميثاق» الشرف، الذي وقعته العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، أصبح في صراع حقيقي مع «ميثاق شرف» آخر يجري على الواقع، وفيه تتم تحالفات غير متوقعة تماما، ويمكن في أي لحظة توقع مفاجآت لا يترقبها أحد، لذلك يبدو من المنطقي القول إن عمدة طنجة المقبل، حتى وإن كان مرجحا الآن أن يشغل منصبه يوسف بن جلون، إلا أن ساعة الحسم الحقيقية ستكون صباح الاثنين المقبل في الطابق الثالث بولاية طنجة.