بينما فضل رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس مجلس النواب، مصطفى المنصوري، أن يلتحق بجماعة العروي بإقليم الناظور ليحتفل بفوزه في الانتخابات الجماعية، حتى قبل الإعلان عنه رسميا، حضر عدد من قياديي الحزب والأعضاء في المكتب التنفيذي، منهم وزراء في الحكومة الحالية، إلى المقر المركزي من أجل متابعة وتلقي النتائج الأولية لاقتراع يوم الجمعة، والتي أشرفت على تجميعها خلايا تتكون من أطر حزبية، نقلت منذ الساعات الأولى من ليلة تقديم النتائج بوادر إيجابية عن مشاركة الأحرار، دفعت مناضلات من الحزب إلى إطلاق الزغاريد. ولوحظ العضو في المكتب التنفيذي للحزب وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، أنيس بيرو، أكثر نشاطا وهو يتنقل بين عدد من مسؤولي حزبه، الذين كانوا منهمكين في إجراء اتصالات هاتفية وحوارات على الشبكة العنكبوتية مع مناضلي الحزب المتواجدين في مختلف أنحاء المغرب، بغية التوصل بالنتائج الأولية مباشرة بعد الإعلان عنها محليا، ليقوم الوزير بيرو عند التوصل بنتيجة معينة بمقارنتها مع نتائج الانتخابات الجماعية لسنة 2003، لمعرفة الخلاصة النهائية، التي كانت في الغالب إيجابية بحسب عدد كبير من قياديي الحزب. وحل بالمقر المركزي محمد أوجار الذي سرعان ما غادر في اتجاه استديوهات القناة الأولى لحضور ندوة، لتليه في زيارة خاطفة حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا أمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وبعدها بقليل حضرت نوال المتوكل وزيرة الشبيبة والرياضة، في الوقت الذي علمت فيه «المساء» أن كلا من وزير تحديث القطاعات العامة محمد عبو، ورئيس مجلس المستشارين المعطي بنقدور بالإضافة إلى المصطفى المنصوري، فضلوا الالتحاق بالجماعات التي ترشحوا فيها لمشاركة الناخبين فرحة الفوز، لأنهم كانوا واثقين من ذلك، كما قالت مصادر من الحزب. معظم النتائج التي شُرع في التوصل بها، منذ حوالي التاسعة من مساء الجمعة، كانت تخص الجماعات القروية وبعض الدوائر التي تمت فيها الانتخابات بالنظام الفردي، والتي حملت بوادر إيجابية للقياديين المتواجدين بالمقر ولفريق العمل المكون في غالبيته من العنصر النسوي، الذي كان يطلق من حين لآخر الزغاريد تعبيرا عن الفرح بفوز الحزب في هذه المنطقة أو تلك من المغرب. وكان المشرفون على تلقي النتائج يستعملون الهاتف ومنتدى الحوار المشهور «سكايب»، الذي يمكن من التواصل بالصوت والصورة، فيتم التحقق من اسم المرشح المعلن عن فوزه والمنطقة التي ينتمي إليها، ثم مقارنة النتيجة المحققة في المنطقة مع نتيجة انتخابات سنة 2003، قبل تضمينها في بنك معلومات يشرف عليه أحد أطر الحزب. الكل بالمقر المركزي كان متفائلا بالنتائج المتوصل إليها، من حين لآخر، والقياديون الذين لم تسعفهم ظروفهم للحضور، كانوا على اتصال دائم بزملائهم القياديين المشرفين على تلقي النتائج الأولية بالمركز؛ «ما خص خير.. الحمد لله»، عبارة رددها أكثر من مسؤول تجمعي بالمقر وعبر الهاتف، ولا أحد كان يبدي استياء من نتيجة معينة، فقط عندما كانت القناتان الأولى والثانية تقدمان نتائج تخص حزب «الوافد الجديد»، كان البعض يقابل ذلك بإشارات عدم الرضا لكن بأسلوب ساخر. التفاؤل نفسه هو الذي أبداه أنيس بيرو، في تصريحه ل»المساء» حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء الجمعة، عندما قال إن النتائج الأولية لانتخابات 2009، تعرف تحسنا ملحوظا مقارنة بالانتخابات الجماعية لسنة 2003، وهو ما يرجعه بيرو إلى ما أسماها التحولات الجوهرية التي عرفها الحزب في مؤتمره الرابع، معتبرا حزبه أول حزب يقدم برنامجا يستند إلى أرقام وإحصائيات عملية، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يحصل على نتائج إيجابية في هذه الاستحقاقات. ذلك ما ذهب إليه كذلك مصطفى المنصوري، مباشرة بعد إعلان النتائج النهائية، عندما اعتبر النتائج «إيجابية جدا»، حيث مكنت الحزب من احتلال الصف الثالث ب4112 مقعدا، مقابل 2800 خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2003، أي أن حزب الأحرار حصل على نسبة 14.8 بالمائة من المقاعد، وهو ما يعني فوزه ب802 ألف و631 صوتا، ما يمثل نسبة 13 في المائة من مجموع الأصوات.