بدأ يوم الاقتراع بمدينة أكادير هادئا وزاد من هدوئه حرارة الطقس التي كانت مرتفعة جدا مما أفرغ الأحياء والشوارع من المارة، ولم تبلغ نسبة المشاركة إلى حدود منتصف النهار إلا 12 في مائة، وذكر مصدر من السلطة المحلية أنه لم يسجل أي خرق طيلة يوم الاقتراع وأضاف المصدر أن شكايات عديدة وضعت لدى السلطات، وقامت هذه الأخيرة بالتحقق من أمرها عن طريق الإدارة والضابطة القضائية ولم تثبت صحتها. ورغم ما قالته مصادر رسمية من كون عملية التصويت مرت في أجواء عادية فقد سجل العديد من المواطنين وعدد من المتتبعين للشأن العام خاصة ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية، أن عددا من الخروقات شابت الانتخابات ليلة الخميس وصبيحة يوم الجمعة. وهكذا كان أكبر خرق حسب ممثلي وسائل الإعلام بالمدينة هو امتناع السلطات المحلية عن السماح للصحافيين بمتابعة نتائج الانتخابات داخل مقر اللجنة المكلفة بمتابعة هذه النتائج، ومل العديد من الزملاء والزميلات عملية الذهاب والإياب بين مقر الولاية والبلدية من أجل الولوج إلى مصادر الأخبار والنتائج دون جدوى مما حذا بالعديد منهم إلى الانسحاب ومتابعة الأحداث بوسائلهم الخاصة. كما سجل ممثلو الأحزاب عدم حضور السلطة القضائية ضمن اللجان المشرفة على تتبع نتائج الانتخابات وحصل جدل داخل هذه اللجان بين ممثل السلطة وممثلي اللوائح الحزبية حول بعض نصوص مدونة الانتخابات التي تنص على ضرورة حضور ممثل القضاء في هذه اللجان، وعلمنا، من مصادر من داخل إحدى هذه اللجان بأكادير، أن المادة 210 من المدونة حسمت هذا الجدل الذي كاد يؤدي إلى انسحاب بعض الأحزاب من هذه اللجان، هذه المادة تسمح للعامل بتعيين أعضاء هذه اللجان. أما بخصوص الخروقات التي رافقت عملية التصويت فقد أجمع العديد من شهود عيان أن الأموال كانت حاضرة بقوة وتوزعت في اللحظات الأخيرة من الحملة وصبيحة يوم الاقتراع، وأكدت سيدة ل«المساء» تقطن بحي الخيام أنها تسلمت مرتين ورقة من 200 درهم من لدن سماسرة يقومون بالدعاية لأشخاص بأسمائهم ورموز لوائحهم، كما عرفت بعض المناطق مثل بنسركاو والقليعة إنزالا لميليشيات تابعة لبعض الأحزاب تقوم بالدعاية علانية لمرشحيها وتقوم بالضغط على الناخبين وتوجيههم للتصويت لصالح من يشغلهم، وحصل شجار ومشادات كلامية بين أنصار حزب الحمامة وحزب الدار ببنسركاو، كما تم حصار سكان إحدى الدوائر بالقليعة من طرف أحزاب منافسة للمرشح العمالي، وبجماعة تامري ضواحي أكادير تم كسر سيارة لمرشح التراكتور، وبأولاد تايمة إقليمتارودانت نقل مؤيد لائحة الميزان إلى المستعجلات اثر تعرضه للضرب من طرف مناصري لائحة الحمامة. وقد وقعت حادثة غريبة لأحد المواطنين ب «إغير أضرضور» بأكادير اعتبرت أكبر هذه المهازل الانتخابية، فقد اكتشف المواطن المذكور بعد ولوجه مكتب التصويت أن أحدا غيره قد صوت مكانه، وخرج غاضبا وقرر أن يرفع طعنا في الأمر إلى الدوائر المعنية. أما بخصوص النتائج الأولية بجماعة أكادير التي تمكنا من الحصول عليها إلى حدود منتصف يوم السبت فقد بوب اقتراع يوم الجمعة الماضي الاتحاد الاشتراكي المرتبة الأولى بحصوله على 26 مقعدا ضمنها 3 مقاعد نسائية، وحصل حزب الأحرار على 12 مقعدا (امرأة واحدة) وحصل حزب المصباح على 7 مقاعد (امرأة واحدة) والاستقلال على 6 مقاعد (امرأة واحدة) والحزب العمالي على 4 مقاعد، وقال متتبعون بالمدينة إن هذه النتائج أفضل بكثير من سابقتها، معللين بكون المجلس الحالي تشكل من فسيفساء من عدة ألوان حزبية حصلت على مقاعد متقاربة تعذر على إثر ذلك تكوين أغلبية قوية ومنسجمة، وانعكس الأمر سلبا على تدبير شؤون إحدى أكبر المدن السياحية المغربية، وأضاف هؤلاء أن النتيجة الحالية المكونة من 5 أحزاب ستمكن الجماعة من تشكيل أغلبية قوية ومعارضة قوية كذلك. وهذه بعض نتائج أكبر البلديات بسوس حسب معطيات يوم السبت صباحا: - إنزكان: الاتحاد الدستوري 11، الأصالة والمعاصرة 6، الاتحاد الاشتراكي 5، الاستقلال 5، العدالة والتنمية 4، الإنصاف والتجديد 4. - الدشيرة الجهادية: العدالة والتنمية 13، الاستقلال 10، العمالي 9، التنمية والإصلاح 3. - ايت ملول : الاتحاد الاشتراكي 27، العدالة والتنمية 8، الأصالة والمعاصرة 3، التقدم والاشتراكية 1. - أولاد تايمة : الأحرار 17، الاستقلال 10، العدالة والتنمية 8. - تارودانت : الاتحاد الاشتراكي 16، العدالة والتنمية 9، الاستقلال 7، الأحرار 3.