بعد الوجه الباهت الذي ظهر عليه الفريق خلال جل فترات الموسم الكروي الماضي، وكلفه فقدان لقب الدوري المغربي، والإقصاء المبكر من مسابقة دوري عصبة أبطال إفريقيا، يسعى فريق الجيش الملكي إلى إجراء تعديلات كبيرة على ترسانته البشرية سواء ما تعلق باللاعبين أو الطاقم التقني. فبغض النظر عن صفقة انتقال جواد محمد، التي لا تزال تراوح مكانها في انتظار التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، فإن الفريق يجتهد لإتمام صفقة انتقال لاعبي المغرب التطواني عبد الصمد لمباركي والمهاجم يونس الحواصي اللذين تألقا بشكل ملفت خلال الموسم الماضي وجلبا إليهما أنظار جل الفرق الكبيرة في مقدمتها الرجاء البيضاوي والوداد وحتى الدفاع الحسني الجديدي. لكن المشكل الذي يظل قائما حتى الآن هو القيمة المالية التي يقترحها الفريق التطواني. وقال مصدر مقرب من الفريق العسكري أن عبد المالك أبرون بحسه التجاري عمد إلى تقدير قيمة اللاعبين في سوق الانتقالات، وتوصل في نهاية الأمر إلى أنهما يساويان حوالي مليون درهم مغربي، ومن ثمة فقد اقترح على الجيش الملكي مقابل التخلي عنهما، مبادلتهما بثلاثة لاعبين هم الحارس محمد العسكري والمدافعان المهدي خرماج وعمر بندريس، إضافة إلى مبلغ 50 مليون سنتيم. هذه الموازنة لم تحظ بالقبول من طرف إدارة الجيش الملكي، التي لا تفكر إطلاقا في التخلي عن عمر بندريس الذي أبلى البلاء الحسن خلال الموسم الحالي، فضلا عن أن الحارس العسكري يعد مستقبل حراسة مرمى الفريق في ظل الأداء غير المتوازن للحارس طارق الجرموني وكذا إمكانية انتقاله إلى فريق ثان في قابل الأيام. ومن خلال هذه المعطيات فقد اقترحت إدارة الجيش الملكي على عبد المالك ابرون قائمة من اللاعبين الذين لم يظهروا بشكل لافت خلال الموسم الحالي لاختيار الأفضل منهم وإلحاقه بصفوف فريق الحمامة البيضاء، كما هو الحال بالنسبة إلى محمد المريني وطارق مرزوق ونور الدين قاسمي ياسين ناعوم وعماد العمري وخالد بوطربوش. وعلى صعيد آخر أبدى الفريق العسكري اهتماما كبيرا بضم مدافع الجمعية السلاوية عبد الرحمان اللعبي الذي ظهر بمستوى جيد خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى لاعب الوسط عبد الفتاح الفاخوري، حيث قطعت المفاوضات بشأن ضمهما إلى صفوف الجيش الملكي خلال الموسم المقبل أشواطا هامة. لكن العائق الذي لازال يحول دون إتمام هذه الصفقة هو العارض المرضي الذي يعاني منه اللعبي وهو يشبه إلى حد كبير المرض الذي أصاب في وقت سابق صلاح الدين بصير، حيث إن جسمه يعاني من عسر في إنتاج العرق، وهو ما يسهم بشكل مباشر في صعوبة الحركة، وكذا الإعياء الشديد. في حين أن صفقة ضم الفاخوري لا تشوبها أية شائبة، حيث سيجري إنهاء تفاصيل الصفقة خلال الأيام المقبلة. وفي نفس السياق تأكد رسميا صعوبة إتمام صفقة انتقال لاعبي الوسط بفريق أولمبيك آسفي حسام الدين الصنهاجي والمهدي النملي، حيث إن الفريق لا زال مترددا بشأن التخلي عنهما، فضلا عن أن اللاعبين يفكران جديا في الاحتراف خارج المغرب. لكن إدارة الجيش كانت صريحة في محادثاتها مع الفريق المسفيوي، حيث شددت على أنها تتفهم الأمر، لكنها حذرت من تسريحهما إلى فريق آخر داخل الدوري المغربي، وذلك من منطلق العلاقة الحميمة التي تربط الناديين والتي أثمرت توقيع مجموعة من الصفقات استفاد منها الطرفان معا.