في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، يتواجه قطبا الكرة بالعاصمة الرباط الفتح الرياضي والجيش الملكي برسم نهائي كأس العرش لموسم 2008-2009، وذلك مساء اليوم الأربعاء بداية من الخامسة عصرا بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. بعد أن تأكدت جاهزية الأضواء الكاشفة للملعب، بعد العطل الذي لحقها خلال الفترة الأخيرة، حيث اتخذت إدارة المجمع جميع التدابير التقنية والإدارية التي تكفل إجراء هذه المباراة تحت الأضواء الكاشفة، بما في ذلك إجراء خبرة على جاهزية الأضواء من طرف مؤسسة مختصة. وتولي إدارتا الفتح والجيش أهمية كبيرة لهذه المباراة بالنظر إلى أن الناديين معا يحذوهما طموح كبير للظفر بنتيجتها، وتحقيق أول لقب هذا الموسم، رغم أن المسابقة تتبع من حيث الترتيب الزمني للموسم الماضي. وتعد مباراة الأربعاء هي السادسة في مسار لقاءات الفريقين ضمن مسابقة كأس العرش، حيث عادت الغلبة للفريق العسكري في خمس مباريات، في حين نجح الفتح في تحقيق انتصار وحيد، وهو التفوق ذاته الذي رسمه العسكريون خلال العشر سنوات الأخيرة من ديربيات البطولة بواقع 6 انتصارات مقابل ثلاثة للفتح وأربعة تعادلات. ورغم أن الجيش الملكي يعتبر صاحب اليد الطولى في مواجهات الفريقين، حيث يحلم بإبقاء الكأس داخل خزائنه، على اعتبار أنه فاز بها في الموسمين الماضيين، إلا أن مباراة الأربعاء قد تفصح عن حقائق جديدة، خصوصا أن مستواهما الحالي متقارب جدا، حيث يقتسمان المرتبة العاشرة بمجموع تسع نقط. إضافة إلى أن المباراة التي جمعتهما خلال الجولة الخامسة من الدوري المغربي والتي انتهت لمصلحة الجيش الملكي بنتيجة هدف دون رد لم تكشف عن تباعد كبير في مستواهما، سواء التقني أو التكتيكي أو البدني، إضافة إلى أن التعزيزات التي أجراها الفريقان على قاعدي-تهما البشرية خلال الموسم الحالي قلصت الفوارق، التي كانت ظهرت بينهما خلال الموسم الماضي الذي شهد حجزهما لبطاقة التأهل إلى مباراة النهائي، خصوصا بعد تخلي الفتح عن خدمات كل من مصطفى العلاوي ويوسف القديوي، مما يعني أن تأخير المباراة عن موعدها أفاد الفتح الرياضي ولعب في غير مصلحة الجيش. وبخصوص الجانب التقني للمباراة فقد تأكد غياب اللاعب مراد فلاح عن صفوف الجيش الملكي بسبب إصابة في فخذه الأيمن فرضت عليه عدم المشاركة في التربص الذي أقامه الفريق بمدينة الجديدة وانتهى ليلة واحدة قبل المباراة، وما عدا ذلك فجميع اللاعبين شاركوا في المعسكر، بمن فيهم المدافع الأيسر جواد بوعودة العائد من إصابة أبعدته ثلاثة أسابيع عن الملاعب، وكذا لاعب الوسط محمد مديحي الذي يغيب عن صفوف الفريق في الآونة الأخيرة بسبب خلاف بينه وبين المدرب البلجيكي والتر ماوس. أما فريق الفتح الرياضي فقد اكتفى بمعسكر داخلي بمدينة الرباط، ميزه غياب المدرب الحسين عموتة الذي كان منشغلا بأمور المنتخب المغربي، حيث لم يلتحق بمعسكر فريقه إلا يوم الإثنين الماضي، وهو ما يغذي تخوفات الجماهير الفتحية، التي ترى أن ذلك ينقص من حظوظ فريقها، الذي يتمنى أن ينجح فريقها في الفوز بلقبه الخامس في مسيرته الكروية، بعد فوزه بالمسابقة نفسها خلال مواسم 1966-1967 و 1972-1973 و1975-1976 ثم 1994-1995. وتحضيرا للمباراة دخل فريق الفتح الرياضي في معسكر مغلق مدته ثلاثة أيام ويستمر إلى غاية يوم المباراة، وذلك بمدينة الخميسات وتحديدا بمنطقة ضاية الرومي التي تتميز بمناظرها الخلابة وأجوائها الهادئة. ويخوض الفتح المباراة بتشكيلته الكاملة باستثناء عزيز الكراوي ورشيد روكي الغائبين عن صفوف الفريق منذ أسابيع عديدة بسببالإصابة. ويحذو لاعبي الفتح طموح كبير لتعويض تعثرهم في المباراة التي جمعتهم بفريق الجيش ضمن مباريات الدوري، والتي أجمع الكل على أن نتيجتها لم تكن عادلة بالنظر إلى المستوى الذي قدمه الفريق الفتحي. ويتخوف المتتبعون من العزوف الجماهيري بسبب تزامن المباراة النهائية مع مباراة المنتخبين المصري والجزائري والتي تستأثر باهتمام المغاربة أيضا.