اختفت عشرات البطائق الانتخابية الخاصة بعدد من الدوائر بمدينة سلا، دون أن تقدم المصالح الإدارية المكلفة بتوزيعها توضيحات مقنعة للمواطنين الذين حضروا من أجل تسلمها. وكشفت مصادر مطلعة أن أزيد من 30 بطاقة انتخابية في مقاطعة لمريسة اختفت بطريقة غامضة، إضافة إلى عدد آخر بكل من تابريكت ولعيايدة، حيث فوجئ بعض المواطنين بعدم وجود بطائقهم رغم أنهم مسجلون في اللوائح الانتخابية ليتم إخبارهم بأنها موجودة لدى أعوان السلطة الذين سيتكلفون بإيصالها إلى منازلهم، إلا أن المقدمين وبعد استفسارهم من طرف أصحاب البطائق نفوا أن تكون البطائق بحوزتهم. وحذرت ذات المصادر من حدوث تلاعبات في عملية التصويت، ومن قيام بعض الأشخاص بالتصويت في أكثر من مكتب اعتمادا على الوثائق التي أتاح القانون الإدلاء بها في المكاتب والمتمثلة في رخصة السياقة والبطاقة الوطنية. اختفاء البطائق تزامن مع إنزال مكثف للمال حيث بلغ ثمن الصوت الواحد 400 درهم في لعيايدة، في الوقت الذي لجأ فيه بعض المرشحين إلى دعاية انتخابية من نوع خاص بعد أن عرفت المدينة العتيقة وسيدي موسى توزيع العشرات من قناني «الروج». وفي سياق متصل فإن الفتور الملاحظ على الحملة الانتخابية يخفي منافسة قوية بين بعض المرشحين الذين لجؤوا للاستعانة بخدمات وسيطات في الدعارة في عدد من الأحياء الشعبية خاصة بدوار الشيخ مفضل، ولعيادة وقرية أولاد موسى، واللواتي تسلمن، حسب ما كشفت عنه مصادر متطابقة، مبالغ مالية تراوحت ما بين 8و10 ملايين سنتيم مقابل استغلال شبكات العلاقات الخاصة بهن، وعقد اجتماعات مغلقة مع النساء لإقناعهن بالتصويت على المرشح مقابل 300 أو 400 درهم. وأكدت ذات المصادر أن لجوء المرشحين إلى هذه الطريقة يأتي في ظل النفور الملاحظ وعدم تجاوب المواطنين مع الحملة الانتخابية، خاصة بعد أن تحولت مدينة سلا إلى مزبلة مفتوحة بفعل الكمية الهائلة من المنشورات الدعائية التي يتم رميها بطريقة عشوائية. يحدث هذا في الوقت الذي عمد فيه الشبان المكلفون بتوزيع المنشورات إلى مطالبة المرشحين بزيادة أجرهم اليومي الذي ارتفع من 50 إلى 250 درهما مستغلين في ذلك اشتداد المنافسة وغموض الصورة التي ستكون عليها النتائج.